وكم من خليلِ قال لي: هل سألتها؟ ... فقلت: نعم! ليلى أضنّ خليلِ
وأبعده نيلًا، وأسرعه قلىً، ... وإن سُئلت نيلًا، فشرُّ منيلِ
وأنشدني أحمد بن يحيى لجميل بن معمر العُذري:
وهجرك من تيما بلاءٌ وشِقوةٌ ... عليك مع الشوق الذي لا يُفارق
ألا إنها ليست تجود لذي الهوى، ... بل البخل منها شيمةٌ وخَلائقُ
وأنشدني ابن أبي خَيشمة لعبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مسعود:
وزادك إغراءً بها طول بخلها ... عليك وأعرى لحم أعظُمك الهمُّ
ومثله قول الأحوص بن محمد الأنصاري:
وزادني كًلَفًا بالحب أن مَنَعت، ... أحبّ شيء إلى الإنسان ما مُنعا
كم من دنيٍّ لها قد كنت أتبعه، ... ولو صحا القلب عنها كان لي تبِعا
وقال جرير يذكر طول المَطل والخُلْف:
وإذا وعدنك نائلًا أخلفنه، ... وإذا طُلبن لوين كلّ غريمِ
يرمين من خَلَل الستور بأعينٍ ... فيها السقام وبرءُ كل سقيمِ
وقال أيضًا:
لعمْرُ الغواني ما جزين صبابتي ... بهنّ، ولا يُحببن نسج القصائدِ
رأيت الغواني مولعاتٍ بذي الهوى، ... بطول المنى، والخُلف عند المواعدِ
وقال أيضًا:
ألم ترني بذلتُ لهنّ وُدّي، ... وكذّبتُ الوُشاةَ، فما جَزينا