Despertar del Interés Residencial hacia los Lugares más Nobles
مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن
Editor
مرزوق علي إبراهيم
Editorial
دار الراية
Número de edición
الأولى ١٤١٥ هـ
Año de publicación
١٩٩٥ م
Géneros
geografía
أَعْطَيْتَهُمْ، وَسَقَيْتَنِي مَا سَقَيْتَهُمْ بِكَأْسِ حُبِّكَ، وَكَشَفَّتَ عن قلبي أغطية الجهالة والحجب حَتَّى تَرْقَى رُوحِي بِأَجْنِحَةِ الشَّوْقِ إِلَيْكَ، فَأُنَاجِيكَ في رياض بَهَائِكَ. ثُمَّ بَكَى حَتَّى سَمِعْتُ لِدُمُوعِهِ وَقْعًا على الحصى، ثم ضحك قهقهة ومضى، فتبعته وأنا أقول: إما عارف أو مخذول. فَخَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ وَأَخَذَ نَاحِيَةَ خَرَابَاتِ مَكَّةَ، فَالْتَفَتَ فَرَآنِي، فَقَالَ: ارْجِعْ يَا ذَا النُّونِ.
قلت: ناشدتك بمحبوبك، إلا وقفت لي. فَوَقَفَ وَقَالَ: وَيْحَكَ يَا ذَا النُّونِ، أَمَا لَكَ شُغُلٌ؟ قُلْتُ: مَنِ الْقَوْمُ الَّذِينَ سَأَلْتَ بِحُرْمَتِهِمْ؟ فَقَالَ: قَوْمٌ سَارُوا إِلَى اللَّهِ سَيْرَ مَنْ نَصَبَ الْمَحْبُوبَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَتَجَرَّدُوا تَجَرُّدَ من أخذت الزبانية بحقوه وَأُجِّجَتِ النَّارُ مِنْ أَجْلِهِ، وَقَامَتْ عَلَيْهِ قِيَامَةُ الشَّقَاءِ وَهُوَ مَطْلُوبٌ.
٢٨٠- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الصُّوفِيُّ، قال: أخبرنا أبو سعد الحيري، قال: ثنا أبو عبد الله الشيرازي، قال: حدثني عبد العزيز بن الفضل، قال: حدثني عبد الجبار بن عبد الصمد، قال: حدثني الحسين بن أحمد بن هارون، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَرْدَبِيلِيُّ، عَنْ أَبِي شُعَيْبٍ، قَالَ:
سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ أَنْ أَصْحَبَهُ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ لِي: عَلَى شَرِيطَةٍ عَلَى أَنَّكَ لا تَنْظُرُ إِلا لِلَّهِ وَبِاللَّهِ. فَشَرَطْتُ لَهُ ذَلِكَ عَلَى نَفْسِي فَخَرَجْتُ معه، فبينا نَحْنُ فِي الطَّوَافِ، إِذَا بِغُلامٍ قَدِ افْتُتِنَ الناس في الطواف بِحُسْنِهِ وَجَمَالِهِ، وَجَعَلَ إِبْرَاهِيمُ يُدِيمُ النَّظَرَ إِلَيْهِ، فلما طال ذلك، قلت: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! أَلَيْسَ شَرَطْتَ عَلَيَّ أَنْ لا أَنْظُرَ إِلا لِلَّهِ وَبِاللَّهِ؟ قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: فَإِنِّي أَرَاكَ تُدِيمُ النَّظَرَ إِلَى هَذَا الغلام. فقال: إن هذا ابني وولدي، وَهَؤُلاءِ غِلْمَانِي وَخَدَمِي الَّذِينَ مَعَهُ،
2 / 26