Excitador de las tristezas
مثير الأحزان
Géneros
هلك رأيت البارحة أن منبر معاوية منكوس وداره تشتعل بالنيران فدعاهم إلى الوليد فحضروا فنعى إليهم معاوية وأمرهم بالبيعة فبدرهم بالكلام عبد الله بن الزبير فخافه أن يجيبوا بما لا يريد فقال إنك وليتنا فوصلت أرحامنا وأحسنت السيرة فينا وقد علمت أن معاوية أراد منا البيعة ليزيد فأبينا ولسنا أن يكون في قلبه علينا ومتى بلغه أنا لم نبايع إلا في ظلمة ليل وتغلق علينا بابا لم ينتفع هو بذلك ولكن تصبح وتدعو الناس وتأمرهم ببيعة يزيد ونكون أول من يبايع قال وأنا أنظر إلى مروان وقد أسر إلى الوليد أن اضرب رقابهم ثم قال جهرا لا تقبل عذرهم واضرب رقابهم.
فغضب الحسين وقال ويلي عليك يا ابن الزرقاء أنت تأمر بضرب عنقي كذبت ولؤمت نحن أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ويزيد فاسق شارب الخمر وقاتل النفس ومثلي لا يبايع لمثله ولكن نصبح وتصبحون أينا أحق بالخلافة والبيعة فقال الوليد انصرف يا أبا عبد الله مصاحبا على اسم الله وعونه حتى تغدو علي فلما ولوا قال مروان بن الحكم والله لئن فارقك القوم لا قدرت عليهم حتى تكثروا القتلى فخرجوا من عنده وركبوا ولحقوا بمكة وتخلف الحسين.
فلما أصبح الوليد استدعى مروان وأخبره فقال أمرتك فعصيتني وسترى ما يصير أمرهم إليه فقال ويحك إنك أشرت إلي بذهاب ديني ودنياي والله ما أحب أن ملك الدنيا لي وأني قتلت حسينا والله ما أظن أن أحدا يلقى الله بدمه إلا وهو خفيف الميزان.
فلما أصبح الحسين لقيه مروان فقال أطعني ترشد قال قل قال بايع أمير المؤمنين يزيد فهو خير لك في الدارين.
Página 24