425

من القلوب بفعل الإيمان ، فقال تعالى ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا ، على سرر متقابلين ) [47].

والجواب عن ذلك : أن « الغل ) لا يدل على الكفر ولا يفيده ، ولذلك يصح فى الكافر أن يقال : ليس فى قلبه غل ولا غش ، إذا سلم الناس غائلته ، وزال عنه الحسد والتنافس ، فالظاهر إذن لا يدل على ما قالوه.

وبعد ، فإن الآية واردة فى أهل الجنة ، فيجب أن يكون المراد بها بيان مفارقتها (1) للدنيا فى المنافسات وضروب الحسد والبغضاء ؛ لأن الآخرة ليست دار تكليف ، فيزول الكفر عن القلوب بالإيمان ، ولأن من أهل الجنة من لم يكن فى قلبه الكفر قط ، كالأنبياء وغيرهم ، فلا يمكن حمل الآية على ما قالوه.

والمراد بها : أن ما يلحق القلب من طلب الرتب ، والاعتصام بقصور الأحوال لا يلحق أهل الجنة ؛ لأنه تعالى قصرهم على ما أعطاهم ، وصيرهم فى هذا الباب بمنزلة الواحد منا الآن فى أنه لا يطلب مرتبة الرسول عليه السلام فى التبجيل والتعظيم ، ولا يلحقه بفقد ذلك غم.

** 392 وقوله تعالى من بعد :

كان فعلهم من خلقه تعالى لكان لا يصح عليهم النصب والتعب ، كما لا يلحق الزنجى بلونه التعب.

** 393 مسألة :

العباد ، ويقضيها ، فقال : ( إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين ) [60].

Página 430