ومن وجه آخر : وهو أن أحد الشيئين إنما يكون خيرا من الآخر إذا كان أكثر نفعا منه ، وذلك يستحيل على القديم ؛ لأن المنافع وما يؤدى إليها لا تكون إلا محدثة.
وقوله : ( أو مثلها ) يدل أيضا على ذلك ؛ لأن مثل الشيء بالخيرية والمنفعة لا يكون إلا محدثة (1).
وقوله تعالى من بعد : ( ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ) (2) يدل على ما تقدم ذكره ، فدخل فى المقدور ، وقوله تعالى فيه من الاختصاص ما ليس لغيره ، على بعض الوجوه ، وذلك يمنع من كونه قديما.
** 48 دلالة :
[108] وهذا يدل على أن الكفر من فعله باختياره ، لأن ما يفعل فيه قد (3) يضطر إليه ويمنع من خلافه ولا يوصف بأنه يتبدل أحدهما من الآخر ، « كما لا يقال اختار أحدهما على الآخر (4).
وقوله تعالى : ( فقد ضل سواء السبيل ) يدل عليه ؛ لأنه لا يجوز أن يذمهم بذلك ويضيف الضلال إليهم والذهاب عن الطريق المستقيم ، وهو الذى أوردهم ذلك وحملهم عليه.
Página 104