77

فقولهم: يد لا كالأيدي غير مخلص من التجسيم؛لأنهم إن أرادوا لا كالأيدي في حجمها وصفتها فكل إنسان بهذه المثابة له يد لا كالأيدي فكل إنسان له يد لا كأيدي بقية الناس، فيد كل إنسان لها حجم خاص بها، ولها لون خاص وتختلف في الأصابع طولا وقصرا، وإبهام كل إنسان تختلف عن إبهام غيره ولا يكاد يتشابه إبهامان في العالم بأكمله، كما أثبت ذلك العلم الحديث الآن.

وإن أرادوا لا كالأيدي في كونها جسما مؤلفا من أصابع وراحة وساعد وعضد فهذا معنى لا تعرفه اللغة العربية، ولم يخطر لعربي على بال، أو ذكره العرب في أي استعمال، وإنما هو بمنزلة قول القائل: يد ليست بيد، فالحمل عليه ليس حملا على الظاهر والحقيقة وإنما هو خروج عن اللغة العربية بكليتها حقيقتها ومجازها

، إذا فقد شبهوا الله بخلقه في إثباتهم أن له يدا ووجها...إلى آخر الأعضاء، وأبطلوا قول الله سبحانه: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير(11)} [الشورى:11].

ولم يخرجوا أيضا بقولهم: ( تليق بجلاله ) من التشبيه؛ فإن الإنسان والحيوان بهذه المثابة له يد تليق به.

فإن الإنسان له يد تليق به، فهي غير يد بقية الحيوانات، وكذلك الحيوانات لكل حيوان يد تليق به وتناسبه.

Página 77