Mutashabih Quran
نظرة وبيان في متشابه القرآن
Géneros
وأما الآيات القرآنية فلا دليل لهم أصلا فيها على الرؤية كما بينا، وإنما الزيغ الذي في قلوبهم هو الذي جعلهم يتوهمون ويلفقون منها أدلة على الرؤية، مصداقا لقول الله فيهم: {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} [آل عمران:7]، أي يؤلونه كما يريدون تأويلا متعسفا، ولا يؤولون تأويلا صحيحا.
وقدقدمنا أن دعواهم في الوقوف عند ظاهر الآيات دعوى غير صحيحة؛ لأنه لا يمكن لهم الأستدلال بما يريدون من الآيات المتشابهة إلا مع التأويل الباطل المتعسف الذي لا يدل عليه اللفظ ولا يدل عليه العقل.
فعلى الإنسان أن يتثبت في عقيدته ويأخذها عن يقين، ويعرف الآيات المحكمة والآيات المتشابهة، وتفسيرها الصحيح، وعليه سؤال أهل الذكر عن ذلك لقوله تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون(43)} [النحل]، ولا يقلد في دينه الرجال بل ينظر عمن يأخذ دينه كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم)) كما رواه أبو طالب عليه السلام ورواه أهل الصحاح [صحيح مسلم - (ج 1 / ص 33) عن ابن سيرين]
فعلى الإنسان البحث عن الحق وأهله، وأهل البيت هم أهله ومحله؛ لأن الله فضلهم وأورثهم الحق والعلم؛ لأنه يعلم من حالهم التمسك بالكتاب والسنة الصحيحة، لا يخرجون عنها، ولا يميلون إلى غيرها من الأقوال الباطلة.
Página 196