70

قالت بنبرة هادئة: «أتمنى لو كنت تقومين بتلميع مقابض موقدك.»

قالت جوسلين: «بالتأكيد أفعل.» «هل تقومين بتلميعها كل يوم؟» «اعتدت أن ألمعها مرتين يوميا، ولكن أما وقد جاء المولود الجديد فلا أعرف إن كنت سأجد وقتا لذلك.» «وهل تستخدمين ذلك الملمع الخاص بمفاتيح الموقد؟» «بالتأكيد. وأستخدم أيضا تلك المناشف الخاصة بمفاتيح الموقد التي تأتي في تلك العلبة الخاصة.» «رائع. بعض الناس لا يفعلون ذلك.» «بعض الناس يستخدمون أي شيء.» «مناشف الأطباق القديمة.» «المناديل القماشية القديمة.» «المناديل القديمة.»

وسرعان ما تفتحت براعم صداقتهما بعد ذلك. كانت واحدة من تلك الصداقات الحميمة الوارفة كتلك التي تنمو في المؤسسات: كالمدارس، أو المعسكرات، أو في غياهب السجون. كانتا تسيران معا عبر ردهات المستشفى غير مكترثات لكلام الممرضات، وكانتا مصدر ضيق وحيرة للنساء الأخريات. وقد أصبحتا مثل طالبات المدارس المهووسات من أثر ما كانت تقرؤه بصوت عال إحداهما للأخرى. لم تقرآ لجيد أو سانتيانا، بل كانتا تقرآن نسخا من «ترو لاف» و«برسونال رومانسيز» وجدتاها في غرفة الانتظار.

قالت روز: «يذكر هنا أن بإمكانك شراء بطانات للسيقان، ولكن لا أعرف كيف ستخفينها، أعتقد أنك ستربطينها حول ساقيك، أو ربما فقط توضع داخل الجوارب، ولكن ألا تعتقدين أنها ستظهر؟»

فقالت جوسلين: «حول ساقيك؟ تربطينها حول ساقيك؟ تقصدين بطانات لتحسين شكل السيقان؟! ظننتك تتحدثين عن سيقان اصطناعية. سيقان اصطناعية!»

كان بإمكان أي شيء كهذا أن يثير ضحكاتهما. «سيقان اصطناعية!» «حلمات اصطناعية، أرداف اصطناعية، سيقان اصطناعية.» «ترى فيم سيفكرون بعد ذلك؟»

كانت سيدة المكنسة الكهربائية تقول إنهما كثيرا ما تتدخلان في شئون الأخريات وتفسدان أحاديثهن، ولم تكن تعرف ما المضحك إلى هذا الحد في الكلام البذيء. وقالت إنهما إذا لم تتوقفا عن أسلوبهما هذا في التعامل، فإن حليب الرضاعة سوف يفسد.

قالت جوسلين: «كنت أتساءل إذا كان حليب الرضاعة لدي ربما قد فسد، إن لونه مقزز بشكل شنيع.»

تساءلت روز: «ما لونه؟» «حسنا، أزرق نوعا ما.» «يا إلهي! ربما يكون حبرا!»

كانت سيدة المكنسة الكهربائية تقول إنها سوف تخبر الممرضة أنهما تتفوهان بالسباب والشتائم. كانت تردد أنها ليست متزمتة ولكنها تتساءل ما إذا كانتا تصلحان لأن تكونا أمين. كيف ستتمكن جوسلين من غسل الحفاضات في حين أن بإمكان أي شخص أن يرى أنها لم تقم قط بغسل ثوبها الخاص؟

Página desconocida