وكان قد قال لشريكه داغير من قبل: إنك مخطئ بعدم أخذك رأسمالك؛ فإن ما تستطيعه اليوم لا تستطيعه غدا.
وقد حان الوقت لتصفية هذه الشركة الخاسرة، فكان داغير ينظر إلى شريكه نظرات تتوهج من الحقد، ثم يقول في نفسه: ترى ما عسى أن يحل بي، وكيف أعيش بعد هذا؟
وقد طال حديثهم عند النوتير، ولكن الحديث كان منحصرا بين بوفور والنوتير خلافا لداغير، فقد كان ساهي الطرف مشتت البال لا يشترك في الحديث كأنما لا يعنيه، بل كان إذا سألاه عن أمر لا يجيب.
وفيما هم على ذلك دخل خادم وقال للنوتير: إن في الباب يا سيدي الموسيو فولون. قال: قل له ينتظرني قليلا فسأتفرغ له.
فاعترضه بوفور قائلا: ليدخل الآن إذا شئت فإنه صديق لنا لا نكتمه شيئا من أمورنا.
فأمر الخادم أن يدخله، فلما دخل قال له النوتير: لك عندي يا سيدي أربعمائة وخمسون ألف فرنك قيمة معملك الذي بعته باسمك في سانت دنيس، فماذا تريد أن تصنع بهذه القيمة؟
قال: ما جئتك إلا لهذا؛ فإني في حاجة إلى قسم من هذا المال، وأود لو نلته اليوم.
قال: هذا سهل ميسور، ولكني أخاف أن تودع مثل هذا المبلغ الجسيم في قصرك وهو في عزلة تامة كما تعلم.
قال: لقد خطر لي ذلك، وإني مخبرك عن السبب الذي يدعوني إلى قبض نصف هذا المبلغ على الأقل، وهو أن ولدي روبير يريد أن يسافر متجولا في أكثر أنحاء الأرض، وقد يغيب بضعة أعوام.
فقال له بوفور: أيفارقك، ولماذا؟
Página desconocida