الشافعي، فإنهما الأنسب في مثل هذه الحادثة.
فقال أحمد أغا: هذا أمر لا يمكن، وجناب الباشا اختارك لذلك فما يسعك سوى الامتثال فلا تحرك لسانك بخلاف مراده.
قال السويدي: ثم اجتمعت بالوزير أحمد باشا صبيحة تلك الليلة فتذاكر معي بخصوص هذا الأمر كثيرا وقال:
أسأل الله تعالى أن يقوي حجتك، ويطلق بالصواب لسانك وأنت مخير بين المباحثة وتركها. ولكن لا تترك البحث بالكلية، بل أورد بعض الأبحاث من خلال الصحبة بالمناسبة ليعلم العجم أنك ذو علم وإن رأيت منهم الإنصاف، وأنهم يريدون إظهار الصواب فابحث معهم، وإياك أن تسلم لهم.
ثم قال: إن الشاه في النجف وأريدك أن تكون عنده صبيحة يوم الأربعاء.
وأتى لي بكسوة فاخرة، ودابة، وخادم، وأرسل معي بعض خدام ركابه، وواجهنا مع رسل العجم الذين جاؤا في طلبنا. فخرجنا يوم الاثنين قبيل العصر لاثنتين وعشرين خلون من شوال، فلم أزل في الطريق أصور الدلائل من الطرفين وأخيل الأجوبة إذا وقع اعتراض. ولم يزل هذا دأبي وديدني، لا فكر لي إلا في تصوير الدلائل ودفع الشبه، حتى أني صورت أكثر من مائة دليل، وعلى كل دليل جعلت جوابا أو جوابين أو ثلاثة على حسب الشبه ومظنتها. وحصل لي في الطريق ضيق، حتى صار بولي دما عبيطا فدخلنا حلة دبيس بن زيد - وهي إذ ذاك في يد الأعاجم - فلقيت فيها بعض أهل السنة والجماعة، فأخبروني بأن الشاه جمع لهذه المسألة كل مفت في بلاده، وقد بلغوا الآن سبعين مفتيا كلهم روافض، فلما طرق سمعي ذلك
1 / 17