وما قل من كانت بقاياه مثلنا
شباب تسامى للعلا وكهول
وما ضرنا أنا قليل وجارنا
عزيز وجار الأكثرين ذليل
إذا سيد منا خلا قام سيد
قئول لما قال الكرام فعول
وما أخمدت نار لنا دون طارق
ولا ذمنا في النازلين نزيل (21) الدين المعاملة
إن الإنسان في جميع أطواره لا مندوحة له من مخالطة أناس يأنس بهم في وقت فراغه، ويستعين بآرائهم في بعض أعماله؛ لذلك وجب أن يحب المرء معاشريه، ويخلص لهم ويحسن معاملتهم؛ ليعيش مستريح البال، لا يعوقه عن إصلاح أمره الاشتغال بالشقاق والمنازعة، فإن حسن الأخلاق لا يكلفه شيئا، بل يكسبه أشياء؛ لأنه يستميل قلوب الناس إليه، ويدعوهم إلى مساعدته، ويكفيه شر التعرض لهم وإيذائهم بحدة لسانه، فقد يفعل اللسان من الضرر ما لا يفعله الحسام، فيتفق الناس على معاداة صاحبه، ويغضب عليه الله - سبحانه وتعالى.
فنعم عون المرء حسن أخلاقه، فهو وصف جميل يدعو إلى الاتحاد والتعاضد، وهو ضروري لاسيما للفتاة التي ربما أصبحت بين أسرة لم تعرف من بها من السيدات من قبل، ولا ما عاداتهن التي نشأن عليها، فإن لم تعرف كيف تعامل الأهل بل الناس جميعا كانت سبب تفرق الأسرة، واختلاف كلمتها، فتضعف رابطتها وتتفرق آحادها، ويستظهر عليها العدو، وتعجز عن إصلاح شئونها، والقوة في الاتحاد، كما قال أكثم بن صيفي:
Página desconocida