A9 . من هذا الرجل الذي تواعدت معه في المحطة واتفقا على الذهاب معا إلى مدينة «س»؟ إن كان الشاب ريوئتشي فما من ضرورة لإخفاء الأمر عني؛ ولذا من المؤكد أنه رجل جديد. أي رجل هو ذلك الرجل الجديد؟ هل هو الحبيب الجديد الذي حصلت عليه في مدينة إقليمية صغيرة قبل أن تمر أيام معدودة على موت خطيبها؟ ما وظيفته، وكم عمره؟ ... وإن عكسنا التفكير، فربما كانت عملية إرباكها لي هي أن تخفي عني عمدا أن رفيقها في السفر هو الشاب ريوئتشي؛ لكي تظهر فقط أن الوضع أكثر تعقيدا، ولن أجد عندما أذهب إلا أن من يجلس بجوارها بهدوء هو الشاب ريوئتشي؛ أليس هذا هو الأمر؟
اشتريت تذكرة دخول للمحطة وأنا أفكر في هذا وذاك، وبدأت السير وسط الزحام متوجها إلى بوابات الدخول. لو وجدت رجلا غريبا يجلس بجوارها بلا مبالاة، ما الذي يجب علي قوله؟ ما السلوك الذي يجب علي فعله؟ إنني لدي ثقة كبيرة في عقلانيتي، ولكنني شعرت بالاستياء من نفسي عندما أفكر أنه لا بديل عن الابتسام؛ ابتسامة ساخرة فقط، وتوديعها في النهاية وأنا أغفر لها.
عندما تخطيت بوابات دخول المحطة صعدت إلى الرصيف الذي ينطلق منه القطار السريع إلى مدينة «س». كان القطار وصل للرصيف بالفعل، وبسبب أنه باق على التحرك عشر دقائق، فقد كانت أغلب المقاعد مشغولة. وعندما ركبت العربة الرابعة وبحثت عن مقعد رقم
A9 ، فوجئت بصوت مرح يقول: «دكتور! ماذا حدث؟»
كانت ريكو تجلس على ذلك المقعد بالفعل، وتجلس على المقعد المجاور لها امرأة متوسطة العمر، تضع على عينيها نظارة لا تبدي اهتماما؛ أي أن ريكو كانت تسافر بمفردها تماما! وقتها من المؤكد أنها هي أيضا قد رأت فرحة متألقة وغير معتادة في ابتسامتي عندما نظرت لها بعد أن نادت علي. - «لقد أتيت حتى مكان قريب لتناول وجبة الغداء، وفجأة خطر على بالي، فجئت لوداعك. تفضلي هذه.» علي أن أعترف بالخجل من أن يدي ارتعشت قليلا وهي تعطيها الكتاب. «أرجو أن تقرئيه في القطار من أجل الاستذكار.» «ماذا؟ واجب منزلي؟»
هزت ريكو كتفيها بفتنة ودلال، وكانت تلك الحركة تحمل براءة طالبات المدارس لدرجة أنني اعتقدت أن صورة ريكو؛ والتي أتخيلها، عادة، معقدة وصعبة الفهم، ربما هي من بنات أفكاري أنا.
وأنا أقضي الدقائق المتبقية حتى موعد تحرك القطار في دردشة لا تلفت الأنظار، كان قلبي ما زال عميق الشك، ويتساءل ألا يكون ثمة رجل يرافق ريكو ولكنه يجلس في مقعد مختلف؟ فأدرت بصري في المكان دون أن ألفت الانتباه. وعند التفكير في الأمر كان ذلك شكا غير منطقي. فلا أعتقد أن ريكو وضعت في حسابها أنني سآتي لوداعها، وليس هناك أدنى ضرورة لأن تضع اعتبارا لعيون الناس في طوكيو . أضف إلى ذلك أن كل المقاعد كانت عبارة عن أزواج من الجنسين وعائلات فقط، ولم يكن ثمة رجل تنطبق عليه تلك المواصفات.
أعلنت الإذاعة الداخلية للقطار: «بعد دق الجرس سيتحرك القطار على الفور نرجو من السادة المودعين سرعة النزول من القطار.»
ثم دق ذلك الجرس. - «أشكرك شكرا جزيلا. للطفك معي إلى هذه الدرجة.»
قالتها ريكو تحية بذلك الأسلوب المهذب.
Página desconocida