يجب علي هنا أن أغير مجرى الحديث قليلا، وأتحدث عن حياتي الشخصية وهي مما يصعب علي الحديث عنها.
إنني حتى الآن عزب، ولكن ليس معنى ذلك مطلقا أنني عنين، وكذلك ليس بسبب أنني بوهيمي ذو رغبات جنسية مريبة. إن الممرضة «أكيمي ياماؤتشي» هي رفيقتي التي أرافقها مرافقة الأزواج تقريبا لفترة زمنية طويلة مع عدم العيش معها في بيت واحد. إن «أكيمي ياماؤتشي» في عمر الشباب؛ وبخلاف «ريكو» هي ذات وجه طفولي بملامح وجه مشرقة واضحة، كأنها رسمت بحركة واحدة من فرشاة رسم خشنة مما يعجب الرجال، ولكنها امرأة لا تبدي بتاتا أية غيرة من المرضى بالطبع، بل وكذلك من خيانتي لها، ولكن يبدو أن ريكو كانت هي الوحيدة التي شعرت «أكيمي» بالكره تجاهها منذ اللحظة الأولى.
فبعد أول لقاء لها مع ريكو قالت أكيمي التي يفترض فيها قمة الهدوء في التعامل أثناء العمل: «إنني أكره هذه المريضة. لا يرتاح لها قلبي مطلقا. وكأنها تخدعني ...» «إن جميع المرضى يكذبون كما تعرفين. إنهم يأتون إلى هنا بسبب ما يعانونه هم أنفسهم بسبب كذبهم. ومن المعروف أنه كلما كان الشخص ماهرا في الكذب، كان مرضه أشد وطأة وعضالا. وإضافة إلى ذلك فما دمنا نأخذ أجرة الجلسة كل مرة بلا تأخير فلا يمكن التفكير في أننا عرضة للخداع من أي كان، أليس كذلك؟ ولا يعقل أن ثمة إنسانا يأتي خصوصا لعيادة نفسية وتلقي العلاج بطريقة التحليل النفسي من أجل الخداع وسرقة خزينة العيادة.»
انتهى الأمر عند هذا الحد، ولكن بعد أن عرفنا كذب مسألة الموسيقى، أصبحت «أكيمي» تكن كرها أكثر تجاه «ريكو».
لم يكن ثمة أي عوائق في حياتنا الجنسية أنا و«أكيمي»، ولكن كانت «أكيمي»، من أجل الحفاظ على حريتها، تخاف فقط من إنجاب أطفال، وبخلاف ذلك، ليس إلا، لم تظهر أية أعراض نفسية أو عصبية، بل إنها كانت، على العكس، امرأة ذات جسد سريع التجاوب والإحساس جنسيا.
وفي أحد أحاديثها الليلية قبل النوم قالت «أكيمي» إنها كانت حتى الآن تثق في أنها تملك حريتها باستثناء ارتباطها بجسدها ومتعته، ولكنها بعد أن عرفت «ريكو»، لم تعد كذلك، ثم أضافت بعد هذه المقدمة ما يلي: «بعد أن تعرفت إلى تلك المرأة، صرت منزعجة من الإحساس بأنني ضحلة إلى حد ما. فعندما تأتي تلك المرأة إلى العيادة وتلقي علي التحية ونتبادل النظرات الخاطفة، لا أستطيع منع نفسي من التفكير في أنها تنظر إلي بتلك النظرة.
أشعر أنها تقول في داخلها: [ماذا! إن هذه المرأة تتألق روعة في رداء الممرضات الأبيض، ولكنني أستشف من تحت ذلك الرداء جسد امرأة معتادة ضحلة مبتذلة، عندما يلمسها رجل لمسة بسيطة تسري اللذة في أنحاء جسدها.]
أشعر أن تلك المرأة تقول ذلك فينكمش جسدي، ويبدو لي برود تلك المرأة الجنسي كأنه ثلاجة كهربائية جديدة تبرق لامعة من شدة بياضها، فأحس بالغيظ والحسرة. يفترض أنني عشت حتى الآن أعظم من الحرية الروحية في كل الأحوال، ولكن أمام تلك المرأة أشعر [أن تلك المرأة ليست حرة من الناحية الروحية فقط بل إنها حرة كذلك من كل قيد آخر حتى الجسد]، وأشعر بسبب ذلك أنني في مرتبة أدنى منها.»
أوحت لي تلك الشكوى المتألمة أن الوضع متأزم جدا. لقد أعجبت بأكيمي لصفاتها النادرة حقا في النساء وهي أنها «امرأة لا ترغب في الزواج» «امرأة لا تغار من النساء»، وأمنت بذلك الحفاظ على حريتي أنا أيضا، ومع الحفاظ على علاقة عصرية بين رجل وامرأة ذات ضغوط قليلة، زرعت داخل «أكيمي» بشكل كاف تماما ما يتعلق بقيمة «الحرية الروحية»، إلا أنني سأكون في ورطة إن تخطت حدود ذلك واستهدفت الشكل الخاطئ من حرية الجسد. وهنا بذلت كل جهدي لتصحيح خطئها مستخدما كل ما لدي من حيل وكلمات. «الأمر مختلف يا أكيمي. ألا ترين أنها هي من تحمل عقدة النقص، بل وفقدت حريتها كذلك؟ إن حرية المرأة تعني حريتها في أن يشتعل جسدها كامرأة، وتكتشف داخله لذتها الإنسانية السارية على كل البشر، ولا وجود لنقطة انطلاق إلا من هذا الإدراك الذاتي، أليس كذلك؟ عليك التفكير في مدى اشتياقها هي إلى جسد [امرأة معتادة مبتذل]. لا أعتقد أنك الشخص الذي لا ينتبه إلى تلك النقطة.
أضيفي إلى ذلك أن اعتقادك أنها تملك الحرية الروحية والحرية الجسدية، هو ظن خاطئ جدا. إن نقصانها الجسدي أفقدها حريتها الروحية، وجعل جهودها التي تبذلها بلا طائل، ومقاومتها غير مجدية. إن المرأة المصابة بالبرود الجنسي يحدث كثيرا أن تنتقل من رجل إلى رجل بسبب تلهفها ونفاد صبرها الذي يجعلها تفكر في أن هذه المرة ستحل المشكلة، وهذا يجعلها ظاهريا تبدو امرأة حرة، ولكن ما من امرأة في تعاستها وقيودها، أليس كذلك؟»
Página desconocida