============================================================
قاهرة المغريرى ومن خلال وصف المقريزي لمدينة القاهرة ومراكز نشاطها الاقتصادىي نستطيع أن نلحظ المؤشرات الأكثر وضوخا على تدهور وضع القاهرة في وقته يقول: "اوقد اختل حال القصبة وخرب وتعطل اكثر ما تشتمل عليه من الحوانيت بعد ما كانت مع سعتها تضيق بالباعة فيجلسون على الأرض في طول القصبة بأطباق الخبز وأصناف المعايش ويقال لهم أصحاب المقاعد.... وقد ذهب والله ما هناك ولم ييق إلا القليل، وفي القصبة عدة أسواق منها ما خرب ومنها ما هو باق"(1).
ويشير المقريزى إلى تكرب سوق المرحلين بعد حوادث سنة 806ه وكثرة سفر السلطان فرج بن برقوق إلى محاربة الأمير شيخ والأمير ثوروز بالبلاد الشامية، واستدعاء الوزراء ما تحتاج إليه الجمال من الرحال والأقتاب دون أن يدفعوا ثمنها أو يدفعوا فيها الشيء اليسير مما أدى إلى اختلال حال المرحلين وتخرب معظم حوانيت هذا السوق(2). وكذلك إلى تلاشي أمر سوق الرواسين واختلاله(2، وإلى خراب اكثر حوانيت سوق حارة برجوان بعد أحداث سنة 806ه وزوال كل أثر لها وأنه صار "أوحش من وتد في قاع بعد أن كان الإنسان لا يستطيع أن يمر فيه من ازدحام الناس ليلا ونهارا الا بمشقةه(4). ويكرر المقريزي الحديث عن خراب وتلاشي العديد من أسواق القاهرة التي كانت في القصبة بسبب ققر الناس وزيادة الغلاء والفوضى التي عمت في فترة فرج بن برقوق(4). ويقدر أبو المحاسن بن تغرى بردي أن اكثر من نصف القاهرة وظواهرها قد تخرب في أثناء الغلاء والوباء الذي صاحب آزمة سنة 806ه كما فقدت فيه القاهرة نحو ثلثي أهلها(1).
(1) المقريزي: الحطط 95:2.(2) نفسه 95:2. () نفسه: 15:2. (4) تفسه: 91:2. (5) نفسه 96:2-107. (6) أبو المحاسن: النجوم الزاهرة 152:13، والنص فيسا بلى ص 13-62 .
Página 39