Prados de oro y minas de gemas
مروج الذهب ومعادن الجوهر
ثم ملك بعده ابنه يستأسف، وكان منزله بلخ، ولثلاثين سنة خلت من ملكه أتاه زرادشت بن أسبيمان، وقيل: إنه زرادشت بن بورشف بن فذراسف بن أريكدسف بن هجدسف بن ححيش بن باتير بن أرحدس بن هردار بن أسبيمان بن واندست بن هايزم بن أرج بن دورشرين بن منوشهر الملك، وكان من أهل أذربيجان، والأشهر من نسبه أنه زرادشت بن أسبيمان، وهو نبي المجوس الذي أتاهم بالكتاب المعروف بالزمزمة عند عوام الناس، واسمه عند المجوس بستاه وأتى زرادشت عندهم بالمعجزات الباهرات للعقول، وأخبر عن الكائنات من المغيبات قبل حدوثها من الكليات والجزئيات، والكليات: هي الأشياء العامة، والجزئيات: هي الأشياء الخاصة، مثل زيد يموت يوم كذا، ويمرض فلان في وقت كذا، ويولد لفلان في وقت كذا، وأشباه ذلك، ومعجم هذا الكتاب يدور على ستين حرفا من أحرف المعجم، وليس في سائر اللغات أكثر حروفا من هذا، ولهم خطب طويل قد أتينا على ذكره في كتابينا أخبار الزمان والكتاب الأوسط، وأتى زرادشت بكتابهم هذا بلغة يعجزون عن إيراد مثلها، ولا يدركون كنه مرادها، وسنذكر بعد هذا الموضع من هذا الكتاب ما أتى به زرادشت، وما جعل له من التفسير وتفسير التفسير، وكتب هذا الكتاب في أثني عشر ألف مجلد بالذهب، فيه وعد ووعيد، وأمر ونهي، وغير ذلك من الشرائع والعبادات فلم تزل الملوك تعمل بما في هذا الكتاب إلى عهد الإسكندر وما كان من قتله لدارا بن دارا، فأحرق الإسكندر بعض هذا الكتاب.ثم صار الملك بعد الطوائف إلى أردشير بن بابك، فجمع الفرس على قراءة سورة منه يقال لها إسناد؛ فالفرس والمجوس إلى هذا الوقت لا يقرؤن غيرها، والكتاب الأول يسمى بثناه.ثم عمل زرادشت تفسيرا عند عجزهم عن فهمه، وسموا التفسير زندا، ثم عمل للتفسير تفسيرا، وسماه بازند، ثم عمل علماؤهم بعد وفاة زرادشت تفسيرا لتفسير التفسير وشرحا لسائر ما ذكرنا، وسموا هذا التفسير بارده فالمجوس إلى هذا الوقت يعجزون عن حفظ كتابهم المنزل، فصار علماؤهم وموابذتهم يأخذون كثيرا منهم بحفظ أسباع من هذا الكتاب وأرباع وأثلاث، فيبتدء كل واحد بما حفظ من جزئه فيتلوه،ويبتدء الثاني منهم فيتلو جزأ آخر، والثالث كذلك، إلى أن يأتي الجميع على قراءة سائر الكتاب لعجز الواحد منهم عن حفظه على الكمال، وقد كانوا يقولون: إن رجلا منهم بسجستان بعد الثلاثمائة مستظهر بحفظ هذا الكتاب على الكمال.وكان ملك يستاسف إلى أن تمجس ثم هلك عشرين ومائة سنة، وكانت مدة نبوة زرادشت فيهم خمسا وثلاثين سنة، وهلك وهو ابن سبع وسبعين سنة..
خاناس خليفة زرادشت
ولما هلك زرادشت ولي مكانه خاناس العالم، وكان من أهل أذربيجان وهذا أول موبذ قام فيهم بعد زرادشت، نصبه لهم يستاسف الملك.
ملك بهمن بن اسفنديار
ثم ملك بعده بهمن بن إسفنديار بن يستاسف بن بهراسف، وكان له حروب كثيرة مع رستم صاحب سجستان إلى أن قتل رستم ووالده دستان، وقيل: إن أم بهمن كانت من بني إسرائيل من ولد طالوت الملك، وإنه هو الذي بعث بالبختنصر مرزبان العراق إلى بني إسرائيل، فكان من أمرهم ما وصفنا، وكان ملك بهمن إلى أن هلك مائة واثنتي عشرة سنة، وقيل: إنه في ملكه رد بقايا بني أشرائيل إلى بيت المقدس، فكان مقامهم ببابل إلى أن رجعوا إلى بيت المقدس سبعين سنة، وذلك في أيام كورش الفارسي المملك على العراق من قبل بهمن، وبهمن يومئذ ببلخ، وقد قيل: إن أم كورش كانت من بني إسرائيل، وكان دانيال الأصغر خاله، وكانت مدة ملك كورش ثلاثا وعشرين سنة، وفي وجه آخر من الروايات أن كورشا كان ملكا برأسه لا من قبل لهمن، وذلك بعد إنقضاء ملك بهمن، وأن كورشا من ملوك الفرس الأولى، وليس هذا عاما في كتب التواريخ القديمة، ودانيال الأكبر كان بين نوح وإبراهيم الخليل عليهما السلام، وهو الذي استخرج العلم وما يحدث في الأزمان إلى أن تنقضي الأرض ومن عليها وعلوم ملوك العالم وما يحدث في السنين والشهور والأيام من الحوادث، ودلائل ذلك في الأفلاك وإليه ينسب كتاب الجفر، ولما رجعت بنو إسرائيل إلى بيت المقدس استخرجوا التوراة وغيرها من المواضع التي خبئت فيها من الأرض على ما قدمنا.
حماية ودارا
Página 99