Prados de oro y minas de gemas
مروج الذهب ومعادن الجوهر
قال المسعودي: وليس إخبارنا عن ملك الخزر نريد به خاقان، وذلك أن للخزر ملكا يقال له خاقان، ورسمه أن يكون في يدي ملك آخر هو وغيره، فخاقان في جوف قصر لا يعرف الركوب ولا الظهور للخاصة ولا للعأمة، ولا الخروج من مسكنه، معه حرمه، ولا يأمر ولا ينهى، ولا يدبر من أمر المملكة شيئا، ولا تستقيم مملكة الخزر لملكهم إلا بخاقان يكون عنده في دار مملكته، ومعه في حيزه، فإذا أجد بت أرض الخزر أو نابت بلدهم نائبة، أو توجهت عليهم حرب لغيرهم من الأمم، أو فاجأهم أمر من الأمور، نفرت الخاصة والعأمة إلى ملك الخزر، فقالوا له: قد تطيرنا بهذا الخاقان وأيامه، وقد تشاء منابه، فاقتله أو سلمه إلينا نقتله، فربما سلمه إليهم فقتلوه، وربما تولى هو قتله، وربما رق له فدافع عنه لأنقتله بلا جرم استحقه ولا ذنب أتاه هذا رسم الخزر في هذا الوقت فلست أدري: أفي قديم الزمان كان ذلك أم حدث، وإنما منصب خاقان هذا من أهل بيت بأعيانهم أرى أن الملك كان فيهم قديما، والله أعلم.
نهر برطاس
وللخزر زوارق يركب فيها الركاب التجار في نهر فق المدينة يصب إلى نهرها من أعاليها، يقالى له برطاس، عليه أمم من الترك حاضرة داخلة في جملة ممالك الخزر، وعمائرهم متصلة بين مملكة الخزر والبرغز، يرد هذا النهر من نحو بلاد البرغز، والسفن تختلف فيه من البرغز والخزر.
أمة برطاس
وبرطاس أمة من الترك على ما ذكرنا على هذا النهر المعروف بهم،ومن بلادهم تحمل جلود الثعالب السود، والحمر التي تعرف بالبرطاسية، يبلغ الجلد منها مائة دينار، وأكثر من ذلك، وذلك من السود، والحمر أخفض ثمنا منها، وتلبس السود منها ملوك العرب والعجم، وتتنافس في لبسه، وهو أغلى عندهم من السمور والفنك وما شاكل ذلك، وتتخذ الملوك منه القلانس والخفاف والحواويج ويتعذر في الملوك من ليس له خفان ودواج مبطن من هذه الثعالب البرطاسية السود.وفي أعالي نهر الخزرمصب متصل بخليج من بحر نيطس، وهو بحر الروس لا يسلكه غيرهم، وهم على ساحل من سواحله، وهي أمة عظيمة جاهلية لاتنقاد إلى ملك ولا إلى شريعة، وفيهم تجار يختلفن إلى ملك البرغز وللروس في أرضهم معدن الفضة كثير نحو معدن الفضة الذي بجبل بنجهير من أرض خراسان.
البرغز
Página 77