Murtajal
المرتجل في شرح الجمل لابن الخشاب
Investigador
علي حيدر (أمين مكتبة مجمع اللغة العربية بدمشق)
Número de edición
دمشق
Año de publicación
١٣٩٢ هـ - ١٩٧٢ م
Géneros
فصل
والكسرة في آخر الاسم المضاف إلى ياء المتكلم كسرة بناء عارض، وذلك أن المضاف يتنزل من المضاف إليه منزلة بعض الكلمة من بعض؛ هذا إذا كان المضاف إليه مما يمكن أن يكون ومستقلًا بنفسه، فإذا انضم إلى ذلك كون المضاف إليه مما لا يقوم بنفسه ولا ينفرد اشتد اتصاله بما قبله حتى يجري الأول من الثاني والثاني من الأول مجرى بعض الكلمة من بعض حقيقة لامتزاجهما، فيغلب على الأولى حكم الثانية وهذه الصفة موجودة في المضاف إلى ياء المتكلم.
ولهذا المعنى من اتصال المضاف بالمضاف إليه حتى سرى إلى الأول حكم الثاني بنيت «غير» في مثل قول الشاعر:
(لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت ... حمامة في غصون ذات أوقال) (١)
وبنيت «مثل» في نحو قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾ [الذاريات: ٢٣] (٢) في أحد القولين، وهو قول من لم يجعله حالًا.
_________
(١) الأوقال: الأعالي.
قائله أبو قيس الأسلت عامر بن جشم (؟) جاهلي أدرك الإسلام ولم يسلم، وقد نسبه الزمخشري في الأحاجي للشماخ وليس في ديوانه، الشاهد فيه (غير) فإن الرواية فيه بفتحها مع أنها فاعل لـ «يمنع» فدل ذلك على أنه بناها على الفتح. يريد أن الناقة كانت تشرب، فلما سمعت صوت حمامة نفرت وكفت عن الشرب يريد أنها يخامرها فزع من حدة نفسها وذلك محمود فيها. الكتاب ١: ٣٦٩ الجمهرة ٣: ٤٩٣، الأنصاف ٢٨٧، الأحاجي النحوية ٦٦، شرح المفصل ٣: ٨٠، ٨: ١٣٥، مغني اللبيب ٠: ١٧١، اللسان (نطق، وقل)، الخزانة ٢: ١٤٦.
(٢) [الذاريات: ٢٣] ﴿فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾.
1 / 109