El Libro de las Revisiones
كتاب المراجعات
صلى الله عليه وآله وسلم، كالعابث يومئذ في هممه وعزائمه والعياذ بالله الهاذي في أقواله وأفعاله وحاشا لله اذ لا يكون له بناء على فلسفتهم مقصد يتوخاه في ذلك الموقف الرهيب، سوى بيان أن عليا بعد وجود عقد البيعة له بالخلافة يكون أولى بها، وهذا معنى تضحك من بيانه السفهاء، فضلا عن العقلاء؛ لا يمتاز عندهم أمير المؤمنين به على غيره، ولا يختص فيه على رأيهم واحد من المسلمين دون الآخر، لأن كل من وجد عقد البيعة له كان عندهم أولى بها، فعلي وغيره من سائر الصحابة والمسلمين في ذلك شرع سواء، فما الفضيلة التي أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يومئذ أن يختص بها عليا دون غيره من أهل السوابق، إذا تمت فلسفتهم يا مسلمون؟ أما قولهم بأن أولوية علي بالامامة لو لم تكن مآلية، لكان هو الامام مع وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فتمويه عجيب، وتضليل غريب، وتغافل عن عهود كل من الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء الى من بعدهم، وتجاهل بما يدل عليه حديث: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي» (1) وتناس لقوله صلى الله عليه وآله وسلم، في حديث الدار يوم الانذار: «فاسمعوا له وأطيعوا» (2) ، ونحو ذلك من السنن المتضافرة. على أنا لو سلمنا بأن أولوية علي بالامامة لا يمكن أن تكون حالية لوجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلا بد أن تكون بعد وفاته بلا فصل، عملا بالقاعدة المقررة عند الجميع، أعني حمل اللفظ عند تعذر الحقيقة على أقرب المجازات اليها كما لا يخفى وأما كرامة السلف الصالح فمحفوظة بدون هذا التأويل، كما سنوضحه اذ اقتضى الأمر بذلك، والسلام.
ش
المراجعة 61
1 صفر سنة 1330
التماس النصوص الواردة من طريق الشيعة
اذا كانت كرامة السلف الصالح محفوظة، فلا بأس بشيء مما أرودتموه من *** 355 )
Página 353