عاد المنديل إلى صاحبه. وبدأت جين ميريديث تتحسس جسدها لترى إن كان تبقى لديها ما يكفي من الملابس ليسترها.
ومن ثم سألها جيمي: «هل اتفقنا؟» وتابع: «هل ستركبين السيارة وتسلكين طريق الشاطئ إلى الإسطبلات حيث ينتظرك هذا الحصان المخصوص الذي حدثتك عنه؟ هناك ثلاثة ممتازون. لك أن تختاري من بينهم. هلا ذهبنا؟»
جاءت صيحتها في دهشة شبه منقطعة الأنفاس: «يا إلهي!» وتابعت: «هلا ذهبنا؟ هلا صبغنا زهور البتونيا، هلا عطرنا الورود؟ هلا مشينا مشية عسكرية أمام النحل الألماني الأسود؟ هلا حثونا التراب في وجه أول فتى كشافة نلقاه؟ فلنذهب بكل تأكيد! أما بيل السمين والطفل المطيع وذو الوجه الملائكي فليذهبوا إلى الجحيم رأسا! فلن ألعب معهم ثانية أبدا، حتى إن جاءوا راكعين، حتى إن رجوني بالدموع في عيونهم. لن ألعب معهم ثانية أبدا ...»
قاطعها جيمي قائلا: «أجل، وإنني أراهنك بربع دولار آخر. أراهنك بربع دولار أنهم خلال أسبوع سيأتون ويطلبون اللعب معك مجددا!»
دست جين ميريديث ذيل قميصها في حزام سروالها. كانت ابتسامة الخجل التي رسمتها على وجهها الملطخ المبلل بالدموع بديعة. ثم انحنت بجسدها. ولمست بسبابتها اليسرى شفتها السفلى لمسة خفيفة. ونفضت بيدها اليمنى من فوق كتفها اليسرى كتلة من الطين لم تكن خيالية بالمرة.
ثم قالت بلكنة شابات تلك الأيام: «آه، شكرا!» وتابعت: «آه، شكرا يا فتياني الأعزاء! إنكم رائعون، رائعون حقا، لكنني تجاوزتكم. لقد تخطيت مرحلة الصغار وصرت من علية القوم. فلتمرحوا في سحابة التراب التي سأثيرها حين أمضي ممتطية حصاني!»
وإذا بالشابة المعاصرة تعود لتصبح فتى الكشافة الصغير مرة أخرى. «هل حصاني حصان ذكر أم حصان أنثى يا جيمي!»
فقال جيمي: «يوجد اثنان أو ثلاثة. لم أستقر عليه تماما. يوجد اثنان أو ثلاثة في المكان الذي سأصطحبك إليه. أود أن أرى ما إن كنت ستفضلين الحصان الذي فضلته أنا. ولك أن تحصلي على ذلك الذي تريدينه على كل حال.»
قالت جين: «حسنا. حسنا. لقد خطر لي أنه إن كان حصاني ذكرا فسأسميه تشيف، وإن كان أنثى فسأسميها سوالو، وأيا كان فسوف أمتطيه هناك، سواء كنا أعلى سفح الجبل أو في أعماق المحيط. أنا وحصاني سنسبح مثلما سنتسلق!»
فقال جيمي، مادا يده التي سريعا ما قبلت: «حسنا، هيا بنا!»
Página desconocida