فتحت مارجريت كاميرون فمها، لكن لم تخرج منه كلمات. ساعدها جيمي حتى جلست على مقعد وهرع إلى المطبخ ليأتي بكوب ماء. ثم جثا على إحدى ركبتيه بجانبها وأخذ بيديها بينما يحدق فيها بعينين متسائلتين.
وجعل يحثها قائلا: «أخبريني يا صديقتي. أخبريني ما الذي يمكنني أن أفعله لك. أين أذهب؟ بمن أتصل؟»
على مهل هزت المرأة رأسها، وأخيرا جاء صوتها، صوت مبحوح أجش لم يألفه من قبل. «لقد ذهبت في تلك الرحلة للتجوال في شمال الولاية. وسقطت من فوق منحدر وأصيبت إصابة بالغة. لم يدرك أحد مقدار خطورتها. إذ كانوا في مكان لا يمكنهم فيه الحصول على أي شيء. لا بد أنه كان التهاب الزائدة الدودية أو التهاب الغشاء البريتوني. كان جسدها بأكمله مضمدا. على أي حال، إن لولي الآن راقدة بجوار أبيها في مقابر باينهيرست.»
صاح جيمي: «أوه. أوه!»
هبط إلى الأرض وأمسك بيدي مارجريت كاميرون وجلس يحدق فيها.
فقالت من فورها: «لقد تلقيت اتصالا هاتفيا من ابنة صهري، مولي، تريدني أن آتي عاجلا لمسكنها في البلدة؛ لأنها قلقة بشأن لولي. قالت ذلك لأن هذا من شأنه أن يجعلني أذهب إلى هناك. لا بد أنهم قد أبلغوها بأن لولي كانت قد رحلت. كانت مولي قد أرسلت إليها خطابا وقد حصلوا على العنوان منه وأرسلوا لولي إليها. لقد كانتا دائما، ليس شقيقتين، وإنما أقرب من شقيقتين. لو كانتا شقيقتين ما كانتا ستنسجمان مثلما كانتا منسجمتين. لقد ظللت مستاءة من مولي وقتا طويلا. فقد ظننت أنها ضالعة بدرجة كبيرة في موت لولي، لكنها ربما لم تكن كذلك. ربما كنت متألمة للغاية من رحيلها حتى إنني تخيلت ذلك فحسب. فالأم كما تعلم تفكر كثيرا جدا، وأبناؤها هم قرة عينها حتى إنها لا تملك ألا تنشغل بهم ولو كلفها ذلك حياتها. لكنني لم أعد بحاجة إلى القلق بشأن لولي بعد الآن. فلم يعد بيدي شيء لأفعله لها على الإطلاق.»
وجلست ساكنة في حالة من الاستسلام الذي خلا من الدموع.
فأمسك جيمي بيديها.
وقال: «فلتبكي! ابكي ملء جفنيك على الأمر!» وتابع: «ضعي رأسك على كتفي ودعيني أضمك بشدة. ما دام الأمر يمزقك أشلاء فمن الأفضل أن تبكي على أن تجلسي بلا دموع هكذا.»
هزت مارجريت كاميرون رأسها.
Página desconocida