فقالت الممرضة: «أجل، إنني كذلك. وإنني مؤمنة بأن أعلى درجات جهنم وأقصى درجات اللعنة هي جزاء الرجال المسئولين عن مثل ذلك الكرب الذي رأينا هذه الفتاة تكابده، وعن مثل تلك الميتة التي رأيناها تعانيها. أود أن آخذ الرجال الذين لا يطيقون الانتظار حتى يتزوجوا زواجا شريفا وحتى يصبح بإمكانهم أن يعولوا زوجة ويوفروا لها البيت ويمدوها بالوسيلة لتقوم بمهام الزوجة؛ من رعاية الأبناء وإنشاء منزل، الرجال الذين يقلبون كل الموازين ويفسدون كل شيء من أجل إشباع رغباتهم الشخصية الوقتية، أود أن آخذهم جميعا وأشنقهم من على الارتفاع نفسه الذي شنق عليه هامان. أشعر أحيانا أنني إنما أكره الرجال فحسب!»
ومما أثار دهشته أن الممرضة أجهشت بالبكاء واستخدمت المنشفة في تجفيف دموعها.
قال لها الطبيب: «لكن رويدك!» وتابع: «لقد دافعت عن السيد ماكفارلين. وقلت إنه ليس مسئولا عما حدث.»
قالت الممرضة: «وسأقولها ثانية!» ثم أضافت: «ألا ترى مما أخبرتني به، ومن الطريقة التي جاء بها، ومن الطريقة التي غادر بها، أنه لم ير الفتاة من قبل قط، وأنه لا يعلم من تكون؟ لكن لأنه كان هناك اتفاق ما من أجل أن يحمل الطفل اسمه، فقد تحمل مسئوليته. لكن مهلا، لن تستطيع إقناعي ولا بعد عشرة أعوام أنه رأى تلك الفتاة التي على الفراش من قبل قط، أو أن عقد الزواج الذي عبأته بين أغراضها بحيث يصبح مع الطفل كان عقدا رسميا! ألا تعتقد ذلك!»
بعد ذلك ذهبت الممرضة في سبيلها وذهب الطبيب في سبيله، وركب مربي النحل سيارة الأجرة وأمر السائق بإعادته إلى الحديقة الزرقاء.
الفصل السادس عشر
طفل الشراكة
بعد أن صرف جيمي السيارة الأجرة وسار عبر المسار الأمامي ومعه اللفة والحقيبة، فوجئ حين وجد الكشافة الصغير جالسا على الدرجات الأمامية وبجانبه زجاجة حليب شرب نصفها، وقد ظهرت آثار فتات على فمه حينما رفع وجهه في اتجاهه مستفسرا.
وقال الكشافة الصغير: «حسنا، انظروا من جاء!» وتابع: «يا إلهي، تبدو تماما مثل أبي حين أحضر جيمي من المستشفى!»
فقال جيمي: «حسنا، إنه منظر جميل لأبدو به. هل ظللت جالسا هنا منذ غادرت؟»
Página desconocida