وهنا نفطن إلى السبب الذي جعل ابن سناء الملك يجيء ببعض خرجات فارسية في موشحاته إلى جانب خرجاته بالعامية المصرية أو التي استعارها من الأندلسيين.
إنني بهذا الحديث لا أريد أن أثير قضية قديمة ناقشها الدارسون حول أصل الموشح، وهل هو ابتكار أندلسي، أو أن له أصولا مشرقية؟ ولكنني أحاول أن أقرأ نصوص ابن سعيد في مقتطفة، وهى نصوص لم يرد بعضها في كتبه الأخرى، مثل حديثه عن الدوبيتيات والمربعات، ومقارنته بين المشارقة والمغاربة في نظم هذين الشكلين من أشكال الشعر، وكان قد لفت نظري ما ذكره صفي الدين الحلّي في مقدمة كتابه: العاطل الحالي حين قال: فإني كنت أضفت إلى ديوان أشعاري فنّي الموشح والدّوبيت، لتحليتهما بالإعراب ونسجهما على منوال الأعراب، وأعريتة من الفنون الأربعة التي لحنها إعرابها، وخطأ نحوها صوابها «١» .
ويقصد بالفنون الأربعة: (الكان وكان) و(المواليا) و(القوما) و(الزّجل) . وما يلفت النظر في عبارة صفى الدين الحلي أن نسيج الموشح والدوبيب واحد، سواء في أنهما معربان، كما في صفتهما الأولي لتحليتهما بالإعراب، أو أن بناءهما من أصل مشترك فهما منسوجان على نول واحد، هو نول التقاليد الفنية للشعر العربي، ولذلك ضمهما إلى ديوانه الذي يضم سائر قصائده، فهناك إذن علاقة
€
المقدمة / 12