33

Muqaffa

المقفى الكبير

Investigador

محمد اليعلاوي

Editorial

دار الغرب الاسلامي

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

فلم نلحن. ولحنّا في الأعمال فلم نعرب. وعنه أنّه قال: أعزّ الأشياء أخ في الله يؤنس به، ودرهم من حلال، وكلمة حقّ عند سلطان. وقال خلف بن تميم: سمعته ينشد [البسيط]: أرى أناسا بأدنى الدين قد قنعوا ... ولا أراهم رضوا في العيش بالدون فاستغن بالله عن دنيا الملوك كما ... استغنى الملوك بدنياهم عن الدين وقال أبو عبد الله الجوزجاني: غزا إبراهيم في البحر. فقدم أصحابنا فأخبروني أنّه اختلف في الليلة التي توفيّ فيها إلى الخلاء خمسا وعشرين مرّة، كلّ ذلك يجدّد الوضوء للصلاة. فلمّا أحسّ بالموت قال: [١٠ أ] أوتروا لي قوسي- وقبض على قوسه. فقبض الله روحه، والقوس في يده. فدفنّاه في بعض جزائر البحر في بلاد الروم. [وفاته]: وعن البخاري قال: مات إبراهيم بن أدهم سنة إحدى وستّين ومائة، ودفن بحصن ببلاد الروم. وقال أبو داود: سمعت أبا بويه الربيع بن نافع يقول: مات إبراهيم بن أدهم سنة ثمانين ومائة، ودفن على ساحل البحر. وقال أبو سعيد بن يونس: مات سنة اثنتين وستّين ومائة. وقيل: سنة ثلاث وستّين. وقال ابن عساكر: والمحفوظ أنّه مات سنة اثنتين وستّين ومائة. وقال منصور بن سليم (١): توفيّ بالبحرين، وحمل إلى صور فدفن هناسك. ويذكر عنه أنه كان قاعدا في مشرفة بدمشق، فمرّ رجل على بغلة فقال: يا أبا إسحاق، إنّ لي إليك حاجة أحبّ أن تقضيها. فقال: إن أمكنني قضيتها، وإلّا أخبرتك بعذري. فقال له: إنّ برد الشام لشديد، وأنا أريد أن أبدل ثوبيك هذين بثوبين جديدين. فقال: إن كنت غنيّا قبلت منك. وإن كنت فقيرا لم أقبل منك. فقال الرجل: أنا والله كثير المال كثير الضياع. فقال له إبراهيم: فأين أراك تغدو وتروح على بغلتك؟ قال: أعطي هذا وآخذ من هذا، وأستوفي من هذا. فقال إبراهيم: قم، فإنّك فقير، تبتغي الزيادة بجهدك. وقال إبراهيم بن بشّار الطويل: سألت إبراهيم بن أدهم، قلت: يا أبا إسحاق، كيف كان أوائل أمرك حتّى صرت إلى ما صرت إليه؟ قال: غير هذا أولى بك من هذا. قلت: هو كما تقول، رحمك الله، لعلّ الله ينفعنا به يوما. ثم سألته الثانية. قال: لا، ويحك! اشتغل بالله! فقلت له الثالثة: إن رأيت رحمك الله، لعلّ الله ينفعني به يوما ما. [مبدأ تجرّده]: قال: كان أبي من ملوك خراسان، وكان من المياسير. وكان قد حبّب إليّ الصيد. فبينا أنا راكب فرسي، وكلبي معي، رأيت ثعلبا، أو أرنبا- شكّ إبراهيم- فحرّكت فرسي، فسمعت نداء [من ورائي]: يا إبراهيم، ليس لهذا خلقت ولا بهذا أمرت.

(١) منصور بن سليم ابن العماد وابن العماديّة (ت ٦٧٣) له تاريخ الإسكندريّة ينقل عنه المقريزيّ كثيرا. كحّالة ١٣/ ١٤. الزركليّ ٨/ ٢٣٨. وانظر ١/ ٢٧/ هـ ٢ و٢/ ١٧ هـ ١.

1 / 36