============================================================
النتقى من عصمة الأتبياء ولم يكن أحد من أئمة السلف غني بتصنيف كتاب خاص في هذا الباب غير الشيخ الإمام أبي الحسين محمد بن يحيى البشاغري لقاه الله رضوانه. فإنه أملى كتابه المسمى بكشف الغوامض في أحوال الأنبياء. واسمه المشهور فيما بين الناس عصمة الأنبياء في شرح أحوالهم وكشف مقاماتهم وتأويل الآيات 21و] الواردة في معاتباتهم. ورأيث أهل العصر خرموا نفع هذا الكتاب الجليل قدره الكثير نفعه وخيره، لعلو ألفاظه ودقة معانيه وقصور هممهم وقلة وقوفهم على ما أودع من الفوائد فيه 1ا أحببث أن ألتقط منه ما يسهل على الراغبين دزكه، وأقتصر على ما لا يسع للطالبين تركه، ليقصر نظمه، ويصغر حجمه فيوقف على بعض آسراره، ويهتدى ببعض آنواره. والله ولي الهداية، ومنه المعونة والكفاية، وهو حسبنا وتعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير قال الشيخ الإمام : الحمد لله رب العالمين حمدا يبلغنا رضوانه على نحو ما عرفنا فضله واحسانه، ومن علينا بمعرفة الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم آجمعين فهم سفراء الله بين عباده المنزهون عن معايب البشرية ورذائل الإنسانية. والصلاة على خاتم النبيين ورسول رب العالمين محمد وآله الطيبين الطاهرين، وسلم تسليما.
قال الإمام [البشاغري] : أوجب الله تعالى الإيمان بالأنبياء بما مكن في العقول أن الرسالة من الله تعالى من مقتضيات الحكمة، إذ الحاجة ماسة إلى معرفة العبادة /[2ظ] والعبودة والمضار والمنافع والمفاوز والمهالك في الدنيا والآخرة. والعقول تقصر عن إدراك ذلك1 كله. ولم يكن كل واحد من البشر أهلا أن يخاطب بوحي الله وخطابه. اقتضت الحكمة من الله تعالى ورود الرسول يخبرهم عن مصالح داريهم لإرشاد المحجة للمستبصرين والزام الحجة على المعاندين. فأرسل كل رسول بلسان قومه منژها عن معايب أهل عصره، أكرمهم نسبا وأحسنهم خلقا وخلقا، مع أنهم شاركوا قومهم في ابتلاء البشرية وحاجة الإنسانية. قال الله تعالى: وما جعلهم جسدا لا
Página 22