============================================================
تور الدين الصايوني 21 بحكمته يصرف العبد بين حالتي القبض والبسط. وليس كما زعموا أنه ودعه ربه وقلاه، فقال: ما ودعك ريك وما قل}2 أي ليس هذا الاحتباس للوداع والقلى ولكنه للمحنة والابتلاء. فالدنيا دار ابتلاء والآخرة دار جزاء.
فليكن نظرك إلى ما أعد لك من الكرامة في دار الآخرة لا إلي ما يجري عليك من اختلاف أحوال الدنيا. فقال: وللاخرة حير لك من الأولى}،3 اما تقنيعا وترضية في محن الدنيا وشماتة الأعداء، وإما تعليما لأمته أن الدنيا لا يخلو من المحن فيقتدي الممتحن برسول الله فيسكن تحت مجاري تقدير الله.
وقوله: ولسوف يعطيك ربك فترضى}.4 جاء في التفسير أن المراد من الآية إعطاء درجة الشفاعة يوم القيامة، حتى قال جعفر الصادق: إنا أهل البيت نقول: أرجى6 آية في كتاب الله تعالى لأمة محمد ظلي هذه الآية،1 فإنه وعده أن يعطيه حتى يرضى ولا يرضى محمد وواحد1 من أمته في النار ثم علمه إچراء الكلام8 فقال: ولا نقولن لشاىء إنى فاعل ذلك غدا. إلا أن يشاء الله}9 لتتادب10 أمته بوصل الاستثناء في مواعيدهم، 11 ولا كذلك العقود فإن وصل الاستثناء بالعقد يبطل العقد.
وكذلك الإيمان لا يلحقه الاستثناء فلا يقال: "أنا مؤمن إن شاء الله"، فإنه عقد القلب على ما اعتقد، وشرط صحته /[98ظ) أن يكون معتقدا إلى الأبد. وليس له وقت يجوز إنهاؤه12 إليه والخروج منه. وكذا في قوله: "أموت مؤمنا" لا يلحق به الاستثناء لأنه إخبار عن عزمه على الثبات على الإيمان إلى وقت الموت. وإلحاق الاستثناء به ينفي تاكد العزم. وقد أمر13 ال: لحكمته: الآية 3 من هذه السورة.
الآية) من هذه السورة.
الآية5 من هذه السورة.
6ل- هذه الآية.
5م: ارحا.
ل حمد واحد 8ل- الكلام.
سورة الكهف، 23/18- 24.
1 م: ليتادب.
ما: في مواعيديهم 12م: انتهاؤه.
13م: فقد آمر:
Página 211