============================================================
النتقى من عصمة الأنبياء ابتداء تمليك من غير بدل. فكأنه لما نظر صلوات الله عليه1 إلى ضعفه وكون امرأته عاقرا استبعد وجود الولد من حيث العادة لا من حيث الفضل والمنة، فقال: فهب لى من لدنلك وليا.2 قال الشيخ أبو منصور لله : إن خلق بني آدم إذا تؤمل فيه كانت الأعجوبة فيه اكثر من خلق آدم غايتل، لأنه يمكن للمخلوق أن /877ظ] يصور من الطين على حسب صورة الأدمي وان لم يمكنه إدخال الروح فيها، أما لو اجتمع جمع الخلائق ليصوروا من قطرة من النطفة صورة لم يمكنهم ذلك. ولو نظرت إلى قلة ذلك الماء لم تر فيه أثر عضو ولا علامة شعر، فعرفت أنه يخلق كل شيء من لا شيء: فسماء2 وليا. إذ ليس كل ابن يكون ولي الليه لان الولي من يلي أمره. الا ترى إلى قوله يرثنى ويرث من ءال يعقوب}5 من النبوة والعلم والحكمة ودعوة الخلق إلى الله تعالى والعمل بموجب علمه، إذ من علم ولم يعمل بعلمه قيل: إنه إمام فتوى لا إمام هدى.
وقوله تعالى: يزكرتا إنا نبشرك بغلي اسمد يخى}1 وذكره1 في سورة آل عمران فنادته الملكيكة1 ولا يفترق الحال، إذ النداء من الله تعالى على كل حال ولكن تارة بواسطة الملك وتارة بلا واسطة. رما كان بواسطة الملك كان من الله أيضا، كما قال الله تعالى: وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا يعني إلهاما من الله تعالى: أو من ورآي حجاب}، وهو عبارة عن بقاء العبد في حالة من الغيب أو يرسل رسولا يعني ملكا فيرحى بإذنه (ما يثاء]}،9 وما يوحي الرسول بإذنه فهو من الله، والوحي بواسطة الرسول لا يكون إلا للمرسلين ومن غير واسطة يكون للمرسلين صلوات الله عليه لما نظر 2 سورة مريم، 5/19.
م: ولى آبيه وسماه.
سورة مريم، 2/19 سوره مريم، 1/19.
م: وذكر: فنادته الملكيكة وهو قايم يصلى فى اليغراب أن الله يبشرك بيخين} (سورة آل عمران، .(393 سورة الشورى، 51/42.
Página 184