182

Selección de la Historia de los Profetas

Géneros

============================================================

التق من عصة الأنبياء من عند الله، بل ليعرف أنها تعرف أنه من الله ليزيد لزكريا رغبة في القيام بأمرها. وفيه دليل على جواز كرامة الأولياء إذ هي لم تكن نبية. فإن قيل: إنما أكرم مريم لمكان ما قدر منها نبي1 قلنا: وكذا كل ولي إنما يكرم لمتابعته) نبي الله فيكون كرامة له معجزة للنبي الذي يتابعه. وقوله: ان الله يرق من يشاه بغير حساب}، يحتمل أنها قالت ذلك لأن هذا الرزق وصل اليها من الله من غير كسب وجهد ونقل من يد إلى يد، فلا يحاسب على ذلك إذ المحاسبة تتجه فيما له في طلبه مباشرة واكتساب. والثاني يحتمل أنها أرادت بذلك الكثرة أي تزايدت نعم الله على من يشاء من عباده بحيث لا يدخل تحت العد والحساب، قال الله تعالي: وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها}.5 ثم قال: هنالك دعا زكرتا ربه}. ليس فيه /867ظ] أنه غفل عن هذا الدعاء قبل ذلك ولكن اغتنم تلك الحالة وأحس بفتح أبواب السماء لإجابة الدعاء فانبعث للسؤال.

وقوله تعالى: قال رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرآس شيبا. فيه دليل أن الله تعالى يحب من عباده إظهار الضعف والفاقة وإن كان عالما بأحوالهم وحاجاتهم، فحق العبد أن يكون مشتغلا بكليته بمولاه،1 تارة بمراعاة8 أوامره، وتارة بالاجتناب عن محارمه، وتارة بالتضرع والابتهال، وتارة بالرغبة والسؤال، فيكون على الدوام فارا من الخلق إليه متوكلا عليه طالباه سائلا منه. وذكر العظم عبارة عن ذكر البدن. وقد يذكر العظم ويراد به كل البدن، كقوله الل : حرمة عظام الميت كخرمة عظام الحي".1 ثم إنما خص العظم من البدن لأنه أصلب الأجزاء، فلما ضعف هو كان لمتابعة.

ام: منها ولد تبي سورة آل عمران، 373.

ل: تواترت.

5سورة إبراهيم، 34/14؛ وسورة النحل، 18/16.

7ل: لمولاه.

1 سورة آل عمران، 383.

2 له 8ل: لمراعاة.

الموطا لمالك ين أنس، الجنائز 15؛ ومسند أحمد بن حتبل 58/6، 100؛ وسنن ابي داود، الجنائز10.

Página 182