============================================================
نور الدين الصابوني بعض فتنة أتصيردد1،4 أراد أتصبرون2 في الرجوع إلى الله تعالبى في رؤية المضار والمنافع منه دون الاعتماد على الخلق. ومباشرة الأسباب عبودية وشهود مسبب الأسباب في تصاريف الأحوال توحيد. ولهذا نقول: ان الكسب سبب الوجود لا سبب الإيجاد وسبب الأخذ لا سبب" الإعطاء، إذ الوجود والأخذ عبودية والايجاد والإعطاء ربوبية، والربوبية غير معلولة ولا مكيفة. وفيه أيضا دليل على أن المرأة لا بد لها من محرم يقوم على مصالحها، فإن النساء خلقن من ضعف وعجز فلا بد لهاء من متعهد لأسبابها. وفيه أيضا دليل أن العبد وإن جل قدره لا يستغني عن مثله في معيشته، قال الله تعالى: فتقبلها ريها بقبول ،5 ومع ذلك أحالها إلى زكرياء وقوله تعالى: كلما دخل عليها زكرتا المغراب وجد عندها رنقا}، دليل آن زكريا إنما يدخل عليها أحيانا في وقت حاجتها ويتركها في سائر أوقاتها في خلوتها لإقامة أورادها. وفيه دليل أنه لا بأس للمعتكف أن يأكل1 الطعام في معتكفه. وقوله: قال يسريم آنى للي هلذا}، ليس سؤال شك وارتياب انه من الله أو من غيره فإن الله تعالى خصها برزق لا يقدر البشر على إيتائه8 حيث /867و) بعث فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء حتى لا يخطر ببال زكريا أن أحدا أوصل إليها ذلك، ولكن سؤاله لأمرين.
أحدهما أن يجري على لسان مريم ذكر الله تعالى بإضافة النعمة إليه فيكون شكرا، إذ الشكر رؤية النعمة من المنعم. والثاني إزالة لتوهم الغفلة عن رعايتها وتفقدها فيطيب قلبها أنه لم يهملني بل تفحص أحوالي وقوله: قالت هو من عند الله}، لم تقل ذلك ليعرف زكريا أن هذا سورة الفرقان، 20/25.
2م: الا تصبرون: ل لا سبب 4ل: لا بد لها.
5 سورة آل عمران، 37/3.
6 ل: للمعتكف ياكل سورة آل عمران، 373.
8ل: على اتيانه.
6م: النعماء
Página 181