180

Selección de la Historia de los Profetas

Géneros

============================================================

التقى من عصة الأنبياء ذكر زكريا الشبى الهرسل صلوات الله وسلامه عليه ان الله تعالى لما أقام زكريا ظالل مقام أصفيائه ورفعه إلى منازل نجبائه نصب دعوته قدوة للمحتاجين فيقتدوا به في رفع حوائجهم قولا واعتقادا فقال: إذ نادي ربه نداه خفيا}. وفيه إشارة أن ذكر الله والمناجاة معه في الخفية أحب، لكن فيه إشكال أن المناداة توجب الإعلان والخفية توجب الإسرار. فما كان خفيا يكون مناجاة لا مناداة، لكن معناه أنه نادى على سبيل التضرع والاستكانة خفيا عن العباد.

ويجوز آن يكون المراد المناجاة على سبيل الخفية ولكن سماه نداء تنبيها للعباد أن العبد وإن آسر فهو في علمنا وسمعنا نداء. وإنما تكلف في اخفاء هذا الدعاء لأنه كان يستحيي عن سؤال الولد في مثل هذا السن2 ثم ذكر ضعفه، والله أعلم بضعفه منه، لأنه هو الذي أضعفه. لكن علم أنه يحب التكلم بلسان العجز والفاقة، وهو إنما سأل هذا السؤال في مثل هذا الوقت عند رؤية الأعجوبة في أحوال مريم حيث أبصره في الصيف فاكهة الشتاء /(85ظ) وفي الشتاء فاكهة الصيف فإنه ظايل كفلها وتولى تربيتها على ما قال الله تعالى: وكفلما زكريا}. وفيه دليل أن الخلق ممتحنون بعضهم ببعض، كما قال الله تعالى: وجعلنا بعضكم سورة مريم، 2/19 1ل أصفايه.

3ل: السر: م: بأنه.

سورة آل عمران، 373.

5م: آيصر م- الله تعالى

Página 180