============================================================
المنتق من عصة الأنبياء حق قومه مع معرفته أن لا ملجأ من الله إلا إليه/ 821و) ولكن لما عرف سنة الله في آنبيائه مع قومهم أنهم يفارقون أقوامهم عند نزول العذاب خرج من بينهم لئلا يصيبه العذاب. فلما انصرف العذاب عنهم وهو خارج من بينهم خطر بباله "أني لو رجعث إليهم ثانيا ودعوتهم أو أوعدتهم لم يصذقوني ويقولون: إنك أوعدتنا بنزول العذاب ولم ينزل"، فذهب مغاضباء وقيل: خاف يونس أنه عزل عن النبوة. ولكن هذا عندنا غير جائز من الله تعالى آن يعزل آنبياءه على ما غرف من مذهب أصحابنا. وقيل: إن هذا الإباق كان في ابتداء وحيه وقد استخلى هذه الخلوة لعبادة الله تعالى، فلما أحس1 بآثار الدعوة والرسالة أبق إلى حيث تصفوا له الخلوة. فعلى هذا القول كأنه2 حبسه في بطن الحوت قبل الإرسال إلى القوم. فيشبه حاله حال ابتداء الرسالة لنبينا ظالل حتى روي أنه كان على الحراء حين تبذى، له جبريل ظالي فأرسل نفسه من حالق5 الجبل حتى هوى إلى أسفله فأخذه1 جبريل ظاي بجناحه، وكان ذلك لتأسفه على فوات حلاوة الذكر في الخلوة. ولذلك قال ظي : "لا تفضلوني على أخي يونس ظايتلا" فأولوا هذا الحديث بأن" بداية حال يونس كان يشبه بداية حاله عليهما السلام وكان إباقه لإظهار ضعفه عن أداء هذه الأمانة وتحمل أعباء النبوة والتبري من حوله وقوته، وفي ضمنه استعانة بالله تعالى والتجاء إليه. وقال بعضهم: خاف من القتل فخرج من بين أظهرهم كخروج رسول الله من مكة، غير أن خروج رسول الله كان بأمر الله /[82ظ] وخروج يونس كان بغير الأمر فعوتب لذلك10 قال الشيخ على أصله: إن ل: لتصفواء ل : فلما حس 3 م: كان: 4: تبدا.
6ل: فأخذ.
5ل: من بحالق: انظر: صحيح البخاري، الأنبياء 35؛ وستن أبي داود، السنة 13؛ والمستدرك للحاكم، 584/2؛ وتفسير ابن كثير، 245/2؛ وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة، ص 116.
فخرج م: آن.
10ل: بذلك.
Página 172