(22) -[56] أخبرنا أبو علي، ثنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد السقطي، ثنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا الحسن بن عرفة العبدي، ثنا عمار بن محمد، عن الصلت بن قويد الحنفي، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: سمعت خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تقوم الساعة حتى لا تنطح ذات قرن جماء ".الصلت بن قويد الحنفي، وقيل: ابن فويد، وقال مسلم بن الحجاج: الصلت بن قويد أو قديد هو أبو الأحمر، ثقة من ثقات التابعين، يروي عن أبي هريرة، روى عنه عمار بن محمد وعمار بن محمد شيخ معروف من شيوخ الحسن بن عرفة، يروي عن الصلت وغيره
سعيد بن أبي سعيد المقبري، شيخ من شيوخ التابعين وخيار المسلمين، ثقة بين، كنيته أبو سعيد، مات سنة ثلاث وعشرين ومائة، وقيل: سنة ست وعشرين ومائة، كان مكاتبا لأمراء من بني ليث، وأما أبوه كيسان فهو مولى أم شريك من بني جندع بن ليث بن بكر، رأى عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، ويروي عن أبي هريرة، عداده في أهل المدينة، روى عنه ابنه سعيد بن أبي سعيد، مات بالمدينة في إمارة الوليد بن عبد الملك، سنة مائة، وقيل: إنه مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، وهو شيخ ثقة من التابعين، كاتبته أم شريك على أن أربعين ألف درهم وشاة عند كل أضحى، فأداها وعتق. أبو الحارث محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب، واسم أبي ذئب هشام، وأمه بريهة بنت عبد الرحمن بن أبي ذئب أخت الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذئب خاله، وكان من فقهاء أهل المدينة وعبادهم، وكان من أقول أهل زمانه بالحق، دعاهم الرشيد حين حج فاجتمعوا إليه وفيهم مالك وابن ذئب وسائر فقهاء أهل المدينة، فسألهم عن سيرته، فكلهم قال ما حضره من تحسين ما هو عليه، فسأل ابن أبي ذئب عن ذلك، فقال: إن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني عن هذا فعل، فقال: سألتك إلا صدقت، قال: أما بعد، إن سألتك فإني أراك ظالما غشوما، قعدت في أمر ليس لك وغصبته عمن له بحق، ثم تأخذ الأموال من حيث لا يحل وتنفقها فيما لا يرضي الله ورسوله، ولو وجدت أعوانا لخلعتك من هذا الأمر، وأدخلت فيه من هو أنصح لله وللمسلمين منك، فأطرق الرشيد رأسه، قال مالك: فضممت إلي ثيابي لا يصيبني من دمه فرفع الرشيد رأسه، فقال: أما إنك أصدق القوم، ثم قال لهم: قوموا، وأضعف لابن أبي ذئب في العطية، وكان مع هذا يرى القدر، ويقول به وكان مالك يهجره من أجله، وكان مولده سنة ثمانين، ومات سنة تسع وخمسين ومائة، وقال مؤمل بن يهاب: وقام رجل فجعل يقول: ثنا يزيد بن هارون، عن ذئب بن أبي ذئب، فضحك يزيد بن هارون، فلما قضى تبعناه، فقلنا له: ويحك ليس اسمه ذئبا، إنما هو محمد بن عبد الرحمن، فقال: إذا كان أبوه اسمه ذئب، فأي شيء يكون ابنه إلا ذئبا؟ أبو العباس سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج الساعدي، روى عنه ابنه العباس بن سهل، والزهري، وأبو حازم سلمة بن دينار وغيرهم، كان اسمه حزنا فسماه النبي سهلا، وهو آخر من مات من الصحابة بالمدينة، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة سنة، مات سنة ثمان وثمانين، وقيل: سنة إحدى وتسعين.
Página 23