Muntakhab en la interpretación del Corán
المنتخب في تفسير القرآن الكريم
Géneros
64- وقالت اليهود: يد الله مقبوضة لا تنبسط بالعطاء. قبض الله أيديهم وأبعدهم من رحمته، فالله غنى كريم ينفق كما يشاء. وإن كثيرا من هؤلاء - لإمعانهم فى الضلال - ليزيدهم ما أنزل إليك من الله ظلما وكفرا لما فيهم من حقد وحسد، وأثرنا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة، وكلما أشعلوا نارا لحرب الرسول والمؤمنين أطفأها الله بهزيمتهم وانتصار نبيه وأتباعه، وأنهم يجتهدون فى نشر الفساد فى الأرض بالكيد والفتن وإثارة الحروب، والله لا يحب المفسدين.
65- ولو أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى آمنوا بالإسلام ونبيه، واجتنبوا الآثام التى ذكرناها، لمحونا عنهم سيئاتهم ، وأدخلناهم فى جنات النعيم يتمتعون بها.
66- ولو أنهم حفظوا التوراة والإنجيل كما نزلا، وعملوا بما فيهما. وآمنوا بما أنزل إليهم من ربهم، وهو القرآن، لوسع الله عليهم الرزق يأتيهم من كل جهة يلتمسونه منها. وهم ليسوا سواء فى الضلال، ومن هؤلاء جماعة عادلة عاقلة، وهم الذين آمنوا بمحمد وبالقرآن، وكثير منهم لبئس ما يعملونه ويقولونه معرضين عن الحق.
67- يا أيها المرسل من الله، أخبر الناس بكل ما أوحى إليك من ربك. وادعهم إليه، ولا تخش الأذى من أحد، وإن لم تفعل فما بلغت رسالة الله، لأنك قد كلفت تبليغ الجميع، والله يحفظك من أذى الكفار إذ جرت سننه ألا ينصر الباطل على الحق، إن الله لا يهدى الكافرين إلى الطريق السوى.
[5.68-71]
68- يا أيها الرسول، قل لأهل الكتاب: إنكم لا تكونون على أى دين صحيح، إلا إذا أعلنتم جميع الأحكام التى أنزلت فى التوراة والإنجيل وعملتم بها، وآمنتم بالقرآن الموحى به من الله إلى رسوله لهداية الناس، ولتتيقن - أيها الرسول - أن معظم أهل الكتاب سيزدادون بالقرآن - الموحى به إليك - ظلما وكفرا وعنادا، لحسدهم وحقدهم، فلا تحزن على الذين طبعوا على الجحود.
69- إن المصدقين بالله، وأتباع موسى من اليهود، والخارجين عن الأديان، وأتباع عيسى من النصارى، كل أولئك إذا أخلصوا فى الإيمان بالله، وصدقوا بالبعث والجزاء، وأتوا بالأعمال الصالحة التى جاء بها الإسلام، فهم فى مأمن من العذاب وفى سرور بالنعيم يوم القيامة.
70- إننا عاهدنا اليهود - من بنى إسرائيل - عهدا مؤكدا فى التوراة على اتباع أحكامها، وبعثنا إليهم أنبياء كثيرين ليبينوها لهم، ويؤكدوا عهدنا، ولكنهم نقضوا العهد، فكانوا كلما أتاهم رسول بما يخالف أهواءهم، كذبوا البعض وقتلوا البعض.
71- وظن بنو إسرائيل أنه لا تنزل بهم شدائد تبين الثابتين من غير الثابتين، ولذلك لم يصبروا فى الشدائد، ضل كثيرون منهم، وصاروا كالعميان الصم، وأعرضوا عن الحق، فسلط الله عليهم من أذاقهم الذل. وبعد حين رجعوا إلى الله تائبين، فتقبل توبتهم، وأعاد إليهم عزمهم، ولكنهم من بعد ذلك ضلوا مرة أخرى، وصاروا كالعمى الصم ، والله مطلع عليهم، مشاهد لأعمالهم، ومجازيهم عليها.
[5.72-75]
Página desconocida