44

Munsif

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Editorial

دار إحياء التراث القديم

Número de edición

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Año de publicación

أغسطس سنة ١٩٥٤م

يبني من ضَرَبَ اسما وفعلا وصفة وما شاء من ذلك، فيقول: "ضَرْبَبَ زيدٌ عمرًا، ومررتُ برجل ضرببٍ، وضرببٌ أفضل من خَرْجَجٍ"؛ لأنه إلحاق مطرد، وكذلك كل مطرد من الإلحاق نحو: هذا "رجل ضَرَنْبًى"؛ لأن هذا الإلحاق مطرد، وليس لك أن تقول: هذا رجل "ضَيْرَبٌ، ولا: ضَوْرَبٌ"؛ لأن هذا لم يطرد في الإلحاق. فقلت له: أترتجل اللغة ارتجالا؟ فقال: نعم؛ لأن هذا الإلحاق لما اطرد صار كاطراد رفع الفاعل، ألا ترى أنك تقول: طاب الخُشْكَنانُ، فترفعه وإن لم تكن العرب لفظت بهذه الكلمة؛ لأنها أعجمية؟ قال: وإدخالهم الأعجمي في كلامهم كبنائك ما تبنيه من ضَرَبَ وغيره في١ القياس، وهذا من طريف ما علقته من أبي علي، وهذا لفظه أو معنى لفظه. الزيادة للإلحاق المطرد وغير المسموع للتدريب: قال أبو عثمان: فإذا سُئِلتَ: كيف تبني من ضَرَبَ مثل جَعْفَرٍ؟ قلت: ضَرْبَب، ومن علم قلت: عَلْمَم، ومن ظرُف قلت: ظَرْفَفٌ، وإن كان فعلا فكذلك، وتجريه مجرى دحرج في جميع أحواله. قال أبو الفتح: اعلم أن معنى٢ قول أهل التصريف: ابن لي من كذا مثل كذا، إنما معناه: فُكّ٣ صيغة هذه الكلمة٣ وصُغْ من حروفها مثل هذا الذي قد سئلت أن تبني مثله، بأن تضع الأصل بحذاء الأصل، والزائد بإزاء٤ الزائد، والمتحرك

١ ظ، ش: من. ٢ معنى: ساقط من ظ، ش. ٣، ٣ ظ، ش: صيغته. ٤ ظ، ش: بحذاء.

1 / 44