259

Munsif

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Editorial

دار إحياء التراث القديم

Número de edición

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Año de publicación

أغسطس سنة ١٩٥٤م

وألزموا "ليس" الإسكان في كل قول؛ لأنها لَمَّا لم تتصرف شبهت بـ "لميت"، فقُصرت على سكون العين لا غير. مجيء "عَوِرَ، وصَيِدَ، ونحوها على الأصل": قال أبو عثمان: وأما١ قولهم: "عوِر يعوَر، وحول يحول، وصيِد يصيَد" فإنما جاءوا بهن على الأصل؛ لأنهن في معنى ما لا بد له من أن يخرج على الأصل٢ لسكون ما قبله٢ نحو: "ابيضَضْتُ، واسوددت، واعوررت، واحوللت" فلما كن في معنى ما لا بد له من٣ أن يخرج على الأصل لسكون ما قبله تحركن، ولو كن على غير هذا المعنى لاعتللن٤. قال أبو الفتح: يقول: فإن قال قائل: هلا أعلوا "عور، وصيد" كما أعلوا "خاف، وهاب" وأصلهما " خَوِف، وهَيِب"؟ فالجواب: أن "عور" في معنى "اعورّ"، فلما كان "اعور" لا بد له من الصحة؛ لسكون ما قبل الواو صحت العين في "عوِر، وحوِل" ونحوهما؛ لأنها قد صحت فيما هو بمعناهما٥، فجُعلت٦ صحة العين في "فَعِل" أمارة؛ لأنه في معنى "افعَلّ". وحكى أبو زيد: "أَوِد البعير٧ يأْوَد أَوَدا" وإنما صح هذا عندي؛ لأنه رَسِيل

١ ظ، ش: فأما. ٢، ٢ ساقط من ظ، ش. ٣ من: زيادة من ظ، ش. ٤ ظ، ش: اعتللن. ٥ ظ، ش: بمعناها. ٦ ظ، ش: فجعل. ٧ ظ، ش: العود.

1 / 259