236

Munsif

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Editorial

دار إحياء التراث القديم

Número de edición

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Año de publicación

أغسطس سنة ١٩٥٤م

وفعلوا ذلك ليغيِّروا حركة الفاء، ولو جعلوها محولة من "فَعَلت" لكانت الفاء إذا أُلقيت عليها حركة العين كهيئتها لو لم تحول عليها، وكانت "فعُلت" أولى بها؛ لأن الضمة من الواو. قال أبو الفتح: يقول: لو لم تغير حركة العين، لكنت إذًا حذفتها وألقيت حركتها على الفاء، وكلتاهما مفتوحة لم تغير حركة الفاء عما كانت عليه فيكون ثم تنبيه على حذف العين، وأن الفعل متصرف غير جارٍ مجري "ليس" المشبهة بـ "ليت". الدليل على أن أصل قلت: فَعَلْتُ: قال أبو عثمان: وقال الخليل: يدلك على أن أصله "فعلت"، قولهم: "قُلته"؛ لأنه ليس في الكلام "فَعُلت" متعديا. قال أبو الفتح: وجه استدلال الخليل على أن "قلت: فَعَلْت" أنه لا يخلو من أن يكون "فعَلت" أو "فعُلت" أو "فعِلت"١ وليس قسم رابع١، فلا يمكن أن يكون "فعُلت"؛ لأن "فعُلت" لا يكون متعديا، وقد قالوا: "قلته". ٢ فإن قال قائل٢: فهلا جعلت "قُلت: فَعِلت"؟ قيل: لو كان كذلك لقيل: "قِلْت" كما قالوا: "خفت" لما كان "فَعِلت". وشيء آخر يدل على أن "قُلت: فَعَلت" دون "فَعِلت" وهو قولهم في المضارع: "يقول" و"يقول: يَفْعُل" و"يفعُل" إنما بابه "فعُل، أو فعَل".

١، ١ ظ، ش: "ولا قسمة رابعة". ٢، ٢ ظ، ش: "فإن قيل".

1 / 236