El salvador: Una lectura del corazón de Platón (con el texto completo de la séptima carta)
المنقذ: قراءة لقلب أفلاطون (مع النص الكامل للرسالة السابعة)
Géneros
يستمر عشرة أيام. (341د) وأمر بأن أقيم في هذه الفترة خارج القلعة مع أرخيديموس. وأثناء إقامتي الأخيرة دعاني تيودوتويس لزيارته وأخذ يبدي استياءه من الأحداث التي وقعت ويصب شكواه المرة على ديونيزيوس. وبلغ ديونيزيوس أنني زرت تيودوتويس، فاتخذ من ذلك (341ه) ذريعة أخرى لتبرير أسباب القطيعة معي، وبعث يسألني إن كنت قد لبيت دعوة تيودوتويس، قلت للرسول: «هذا صحيح.» فأجاب بقوله: «لقد أمرني أن أبلغك بأن تصرفك هذا تصرف غير لائق؛ لأنه يدل على أنك تقدر ديون وأصدقاءه أكثر مما تقدره.» كانت هذه هي الرسالة التي أبلغها إلي، ولم يستدعني بعد ذلك أبدا إلى قصره، كأنما لم يبق لديه شك في صداقتي لتيودوتويس وهيراكليدس وعداوتي له. وفضلا عن هذا فقد سلم بأنه لم تعد لدي نية الحديث معه بعد أن تبددت ثروة ديون بأكملها، هكذا عشت منذ ذلك الحين خارج القلعة بين الجنود المرتزقة. وسعى لزيارتي عدد كبير من الناس وبينهم (350أ) بعض مواطني «الأثينيين» من أفراد الحاشية وملاحي السفن
12
وأبلغوني أن المشاة يفترون علي
13
ويهددون بقتلي إن تمكنوا من وضع أيديهم علي. وأخذت أبحث عن مخرج لتأمين حياتي حتى وصلت إلى هذه الفكرة. بعثت رسالة إلى أرخيتاس وسائر أصدقائي في «تارنت» أبلغهم فيها بالخطر المحدق بي. وما هو إلا أن وجدوا ذريعة لإرسال بعثة دبلوماسية من مدينتهم ومعها مركب بثلاثين مجدافا بقيادة واحد منهم يدعى «لامسكوس». وعندما وصل «إلى سيراقوزة» مثل بين يدي ديونيزيوس وتشفع لي عنده وأبلغه برغبتي في الرحيل ورجاه ألا يقف عقبة في طريقي. وقبل ديونيزيوس رجاءه، ووافق على أن أغادر البلاد مع المال اللازم للسفر. أما عن ثروة ديون فلم أسأل عنها ولا حاول أحد أن يسلمني شيئا منها.
وعندما وصلت إلى «أوليمبيا» في شبه جزيرة البيلوبينيز قابلت ديون الذي كان يزور احتفالات الألعاب الأوليمبية ورويت عليه ما حدث. أقسم بزيوس أن ينتقم (350ج)، ودعاني وأقربائي وأصدقائي أن نستعد لعقاب ديونيزيوس على ما اقترفه سواء بالتفريط في واجب الضيافة نحوي - وهذا هو الذي تصوره ديون وقاله - أو بالإجراء الظالم الذي اتخذه نحوه بطرده ونفيه. ولما سمعت هذا منه قلت له إنه حر في أن يدعو أصدقائي إذا شاءوا الاستجابة له، «أما من ناحيتي فقد أجبرتني أنت والآخرون على مشاركة ديونيزيوس في مائدته وبيته وطقوسه الدينية. ولقد صدق - فيما يبدو - تلك المزاعم والافتراءات التي جاءته من كل ناحية وصورت له أنني اشتركت (350د) معك في التآمر عليه وعلى حكمه المطلق، ومع ذلك فإنه لم يأمر بقتلي، بل تهيب من الإقدام على ذلك.
14
أضف إلى هذا أنني تقدمت في السن ولم تعد لدي القدرة على مساعدة أحد في أي عمل حربي، وإن كنت مع ذلك على أتم الاستعداد لأن أضع نفسي في خدمتكما إذا أردتما أن تكونا أصدقاء وتقدما الخير لبعضكما. أما إذا أصررتم على الإيذاء «والعدوان»، فعليكم أن تبحثوا عن غيري.
15
قلت هذا وأنا أشعر بالاشمئزاز من مغامراتي في صقلية والإخفاق الذي أصبت به. غير أنهم لم يستجيبوا لي ولم يتأثروا بعروض الصلح والتوسط التي تقدمت بها؛ ولهذا جروا على أنفسهم كل المصائب التي ألمت بهم. ولو أن ديونيزيوس (350ه) رد لديون ثروته أو تصالح معه لما حدث شيء من ذلك كله - وذلك بقدر ما يسع الإنسان من قدرة على التنبؤ بمسار الأمور - فقد كان في استطاعتي أن أمنع ديون «من اللجوء إلى القوة»، وكانت لدي الإرادة الطيبة والقوة التي تمكنني من التأثير عليه. غير أن الأمور سارت في طريق آخر، فشن كلاهما الهجوم على الآخر وجلبا الشقاء والخراب على كل شيء. (351أ) وعلى الرغم من ذلك كله يمكنني القول بأن آراء ديون
Página desconocida