فيا أيها الموارنة، امحوا بعد اليوم الكلمة المكتوبة على شعار بطركيتكم، امحوا كلمة: «مجد لبنان أعطي له.» واكتبوا بدلا منها: «خجل لبنان وذوى!» أليس كلتا الآيتين من أشعيا؟
وعلى ذكر شعار الطائفة المارونية: «مجد لبنان أعطي له.» أذكر الآن - وما أكثر ما أذكر! - ما دار بيني وبين البطرك أنطون عندما زرته في مكتبه بالجانح الذي بناه في الديمان من مال أخيه المتبرع.
رأيته قد رسم الشعار البطريركي على الحائط، فقرأت بصوت عال العبارة السريانية المكتوبة فيه: «أيوقورو دلبنان نتياهاب ليه.»
فصاح بي وكأني قد كفرت إذ كسرت حركة وقال: «ناتيهب ليه. مارون، نسيت السرياني؟!»
فقلت له: لا يا سيدنا، أنا فتحت حرفا واحدا، ولكن أخاف أن يكسر ساداتنا الحروف كلها ويصلوا باللاتيني.
فرسم على وجهه إشارة الصليب وقال: «أوف. دائما نكرزة يا مارون! إذا مات البطرك أنطون وانقطع الموارنة يصير ذلك، وما دمنا نقول: لا نرضى فلا يصير شيء.»
فقلت له: من أيام قصاد هندية إلى زمن لوديفيكوس وجيانيني والحركة قائمة قاعدة بيننا وبين رومية، والنهاية متى تكون؟
فأجابني بآية الإنجيل المشهورة: «من يصبر إلى المنتهى يخلص.» ثم استطرد قائلا: الماروني يطيع ولكن بالحق.
وها نحن الآن نعمل بكلمة بطركنا المطوب أنطون عريضة؛ لأن رأس الكنيسة المنظور قد أثبت ببراءة رسولية جديدة حق الموارنة في إدارة شئونهم بقوله:
ولسنا في حاجة، أيها الإخوان الأجلاء، لنؤكد لكم أن ليس في نيتنا أن ندخل - بهذه الطريقة الاستثنائية في تولية الكرسي البطريركي - أي تعديل على حقكم في انتخاب البطريرك، وهو حق أقره الكرسي الرسولي.
Página desconocida