ولجأت رومية إلى وسيلة أخرى، فكانت في كل فترة تحاول أن تجعل البطرك الماروني كردينالا، وكان البطرك الماروني يأبى، فتلجأ نكاية به إلى بطرك أصغر طوائف لبنان الكاثوليكية وتسميه كردينالا، ويظل البطرك الماروني رافلا بأرجوانه وصولجانه.
وجاء الأسطول الفرنسي إلى الشرق قبل الحرب الأولى، ورست دارعاته وغواصاته في ميناء جونيه، وأدت التحية لسيد بكركي، ثم استقبل البطرك إلياس عندما رد الزيارة للأميرال استقبال الملوك، حتى سأل البابا بيوس العاشر المطران بطرس الفغالي عندما أوفده البطرك إلياس إلى رومية في أحد الاحتفالات الدينية: كيف حال البطرك الملك؟
في ذلك الزمان كتبت مقالا في الجريدة التي كنت أحررها في جبيل فحواها: «لماذا لا يكون بطركنا كردينالا؟ وهل البابوية إرث للطليان؟» فاستدعاني - رحمه الله - إلى بكركي وقال لي: بدك تعملني كردينال يا مارون ؟
فقلت: يا سيدنا هذا حق.
فأجاب: هذا حق يا ابني، ولكنه حق يضيع الحقوق، تريد أن يصير بطرك الموارنة ميرالاي مثل الشيخ بربر؟ اليوم عيناه وبكرة نقلناه من لبنان إلى البندقية مثلا، وأخيرا أحلناه على التقاعد؟ بطرك الموارنة يا مارون مثل البابا: يموت في كرسيه بطريرك طائفته. الكردينال في الفاتيكان مثل مطارين الكرسي، بل الخوري فلان - وسماه - له أبهة أكثر من كردينال.
وحاولت رومية - والبطرك في آخر العمر - أن تعين له معاونا معه، فأبى ذلك عليها محتجا بأن البابا لاون مات في الثالثة والتسعين ولم يعاونه أحد.
وأخيرا قال للقاصد جيانيني: «افحصوني إذا كنتم تظنون أني خرفت.»
وهكذا انتهى البطرك إلياس والمجمع اللبناني لم يمس.
وخلفه البطرك أنطون.
انتخبوه لأنه «درويش»، كما قال له المطران مبارك في الخطبة التي ألقاها بين يديه إثر سيامته.
Página desconocida