كتبت جريدة الحياة عن دارة الرئيسة زلفاء كميل شمعون في السعديات، ولعل اختيار هذا الموقع كان للتيمن بالتجديد العتيد؛ فالسعديات من السعد، ومن أسعد من رئيس جمهورية بلد أمين كلبنان.
أما مساحة بناء هذا القصر فقد حددتها الجريدة الرصينة بعشرين ألف متر مربع، يحيط بها بستان ليمون، وغابة صنوبر ستجدد ذكر صنوبر بيروت.
وقد خصت الجريدة بالذكر الغرفة الخاصة بأسلحة الصيد في هذا القصر العامر.
يسألنا الشحاذ: هل عندكم شيء لله؟
ونحن بدورنا نسأل الرئيس اللبناني: هل في قصرك الميمون مكان للكتاب يسند إليه رأسه؟
هل فكرت يا فخامة رئيس جمهورية بلد الحرف والإشعاع بمكتبة خاصة؟
فمن يدريك أن القصر السعدي لا يصبح في الدهر العتيد من الآثار اللبنانية، كما أصبح غيره من بيوت دير القمر؟
فاعمل على الأقل مكتبة تاريخية؛ لأن اسمك الكريم سيكتب بأحرف من نور.
وإذا كنت لم تفتتح مؤتمر أدباء العرب كما فعل القوتلي، فلا أقل من أن تذكر المكتبة كما تذكرت غرفة سلاح الصيد، والحدائق الداخلية والخارجية، فالكتاب أعظم وأخلد حديقة، وإذا لم نتعرف عليه في قصورنا حسبتنا أميين.
أنا مؤمن بنظافة يد كميل شمعون، ولكن هذا القصر العظيم لا يشجع الناس على تجديد الرئاسة، وكان أحرى بالسيدة شمعون أن تتريث إلى ما بعده.
Página desconocida