Reyes de las Taifas y reflexiones sobre la historia del Islam
ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام
Géneros
فعال الصفاح البيض والأسل السمر
وليل بسد النهر لهوا قطعته
بذات سوار مثل منعطف البدر
نضت بردها عن غصن بان منعم
نضير كما انشق الكمام عن الزهر
وقصر الشراجيب هذا متناه في الحسن، مشرق الساحات، مباه بمحاسنه غيره من القصور الشامخات.
ودخل ابن عمار «شلب» في موكب فخم يحف به عبيد وحشم وبلغ موكبه من الأبهة والجلال ما لم يبلغه موكب المعتمد نفسه أيام أن كان واليا عليها، ولكنه خفض من غلوائه، وطامن من كبريائه، وأتى بعمل يدل على النبل، وحسن التقدير، والاعتراف بالجميل، فإنه وقت دخوله المدينة سأل عن التاجر الذي واساه في أيام محنته، وأعطاه علف بغلته، أحي هو؟ فقالوا: إنه حي، وكان ابن عمار قد احتفظ بتلك المخلاة عينها التي كان التاجر قد ملأها شعيرا لعلف بغلته، فملأها هو دراهم وبعث بها إلى التاجر وقال لرسوله، قل له: «لو كنت ملأتها برا، لكنا ملأناها لك تبرا.»
وبقي واليا عليها مدة لم تطل؛ لأن المعتمد لم يستطع البقاء دونه فاستدعاه ليقيم بقصره، وعينه كبير وزرائه.
الفصل العاشر
كان المعتمد ووزيره مفتونين بالشعر، فأصبح قصر إشبيلية ملتقى الشعراء الفحول، ولم يكن للمتشاعرين مجال في هذا الميدان، ولا حظ لهم في رفد الخليفة أو مكافأته، فقد كان الخليفة نقادا بارع الملاحظة دقيق الحس، خصب الشاعرية، وكان يتذوق الأسلوب تذوق الشاعر الصادق الشعور، وكان رأيه فيصلا في الحكم على الشعراء وتعرف موقع كل لفظ في قصيدهم، فإذا ظفر الخليفة بشاعر موهوب أقبل عليه وأدناه من مجلسه وأغرقه بكرمه إغراقا.
Página desconocida