Reyes de las Taifas y reflexiones sobre la historia del Islam
ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام
Géneros
إن إرادة مولاي القدير لو اقتضت أن يمتد سلطاني على جميع الأحزاب المختلفة من العرب والبربر والصقالبة لخيمت السعادة على ربوع الأندلس، وإن مما يقوي عندي الأمل في سعادة الناس وعزهم وطمأنينتهم، أني لا أزال أسلك معهم سبيل الجادة، وأني لم أنحرف قط عن الصراط السوي، وما عاملت أحدا من رعاياي إلا بما يوجبه علي كرم عنصري وشرف نفسي وعلو همتي، من رعاية العدل وحب الإنصاف، ولست أنفك أدفع عنهم شر المعتدين، وغائلة المفسدين، وأزيل أسباب المصائب التي تنزل بساحتهم، وتنصب فوق رءوسهم.»
الفصل السادس
بعد أن قضى المعتضد على حياة «حبيب» وزير أبيه ومشاوره في الحكم، وأصبح منفردا وحده لا منازع له ولا مشاور، وجه عسكره إلى البربر، وبدأ بجيرانه بربر قرمونة وكانت تعتاده هواجس نفسية، ويجسم عنده الوهم أنه إذا لم يكن على قدم الاستعداد والأهبة لمباغتة أعدائه والقضاء عليهم، فإنهم - بلا شك - قد عقدوا النية، ووطنوا أنفسهم على الإيقاع به، وانتزاع المملكة منه ومن عقبه، وكان بعض المنجمين قد تنبأ بأن جيلا من الناس سيولد خارج مملكته يكون على يده انتزاعها من أيدي بني عباد، وهذه الظنون التي كانت تذهب به كل مذهب ما برحت تجعله يحاول أن يوقع بالبربر كلما أمكنته الفرصة ليبيد خضراءهم، ويستأصل جرثومتهم، وقد استمرت هذه الوقائع والحروب مدة طويلة قتل خلالها محمد أمير قرمونة، حيث خدع واجتذب إلى كمين وقع فيه (1042-1043) وكان من نتائجها اتساع المملكة في الجهة الغربية.
وفي سنة (1044) قهر ابن طيفور
1
واستولى على «مرتولة»
2
ثم هاجم بعده ابن يحيى أمير «لبلة» ولم يكن هذا الأخير من البربر بل كان عربيا، وما دام المعتضد يريد أن تتسع رقعة مملكته، فليس يقفه عن قصده أي شيء، ولما ضيق الخناق على ابن يحيى
3
استنجد بالمظفر صاحب بطليوس فتقدم لمعونته فصده المعتضد فلجأ إلى بربر غرناطة وأنشأ يؤلف ضد المعتضد حلفا قويا انضم إليه باديس ومحمد أمير مالقة ومحمد أمير الجزيرة الخضراء، وحدث على أثر ذلك أن أبا الوليد بن جهور الذي خلف أباه كرئيس لجمهورية قرطبة سنة (1043) بذل كل ما في وسعه للتوفيق والصلح بين الفريقين فلم يفلح، وذهب سعيه عبثا، ولم يستمع لرسله الذين أرسلهم لإصلاح ذات البين أحد.
Página desconocida