Reyes de las Taifas y reflexiones sobre la historia del Islam
ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام
Géneros
وهكذا أصبح الاعتقاد بوقوع المعجزة، الذي طالما روجت له الكنيسة وغلت في الدعاية له أكبر نكبة حاقت بها وطوحت بنفوذها.
وأعجب من ذلك أن المعجزة - إن لم نقل المعجزات - قد حدثت حقا في ذلك العصر، وكانت معجزات أعظم مما كان يتوهمه القديسون أنفسهم؟ وأي معجزة أروع وأعجب من أن نرى شعبا كان إلى زمن قليل في غيابة من الخمول، ثم ظهر إلى الدنيا فجأة، وظل يتقدم بسرعة لا مثيل لها وهو يغزو الأرجاء الفسيحة، وينتصر على قطر بعد قطر فتدين له البلاد بالطاعة والولاء، وتقبل على دينه من كل حدب وصوب، راضية غير مكرهة.
ولو أننا عزونا إقبال المسيحيين على الإسلام إلى الفائدة الشخصية أو الرغبة في التخلص من الذل والضعة، فنحن جديرون أن نقرر أن من الثابت المحقق أن كثيرا من المسيحيين دانوا بالإسلام عن عقيدة وإيمان.
دين الفرس
وأهم من ذلك أن الفرس أقبلوا على هذا الدين الجديد ودخلوا فيه أفواجا وآمنوا به مخلصين عن ثقة ويقين.
فإن الديانة الفارسية العتيقة التي نشأت من انشقاق البرهمية قد أسسها زرواستر وزاد انتشارها بفضل من خلفه من الكهان، قد فقدت قوتها وقداستها بعد أن خضعت بلاد فارس للعرب.
ولقد غزا «الإسكندر» بلاد الفرس من قبل، فلم يصبح هذا الدين دين الدولة، ويظهر أنه لم يستطع أن ينهض بعد هذه الصدمة.
ولا جرم أنه وجد نصيرا وعونا عند بني ساسان، فقد دأبت هذه الأسرة جادة في الاستيلاء على العرش في القرن الثالث بعد الميلاد المسيحي، واستطاعت أن تستميل الشعب إلى مناصرتها وتأييدها بعد أن أخذت على نفسها عهدا بإعادة المجوسية.
وكان رئيس هذه الأسرة كثيرا ما يقول: «إن العرش في عون المذبح، كما أن المذبح في عون العرش.»
ولم يجد من خلفوه أيضا سلاما إلا بعقد معاهدة وثيقة بينهم وبين كهنة الزرواستر.
Página desconocida