الإمامة العظمى ثم تنحى للإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم وانتهى الأمر إلى ارتفاع الاختلاف ووقوع الائتلاف ووصل الإمام المتوكل على الله فاقطعه مدينة رغافة وما إليها من البلاد وأسعفه بقضاء كل مراد ومات ببلدة العشة بالقرب من مدينة صعدة في سنة 1083 ثلاث وثمانين وألف هجرية رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
13 - الشيخ إبراهيم بن محمد العجمى
هو العالم الفاضل الورع التقى إبراهيم بن محمد العجمى وصل إلى مدينة صنعاء في سنة 1150 خمسين ومائة وألف وكان إماما في كثير من الفنون كالفقه والأصول والعربية والتفسير وكانت أوقاته مستغرقة في الذكر والوعظ ولكلامه وقع وقبول في الأسماع والقلوب وكان يقف بالجامع الكبير بصنعاء فيجتمع إليه خلق وهو فصيح العبارة حسن الأخلاق لطيف في وعظه لا يلتفت إلى الدنيا ومتاعها ولا يقصد بوعظه غير نفع المسلمين وكان يملى على الناس شيئا من تفسير القرآن ويزيده للسامعين بيانا بعبارة حسنة ويد قوية في العلوم وكان يمر بالطرقات والأسواق وهو يعظ الناس ويأمرهم بما يليق بكل مخاطب وبالجملة فهو من العلماء الربانيين وأهل الانقطاع الى الله تعالى في جميع أوقاته وكان يقنع من القوت بأى شئ يأكله في الجامع أو غيره ولا تطمح نفسه إلى شيء وطالما وقف في الجامع ليس له من الطعام إلا نحو ملأ الكف من الباقلاء يستغنى به عن الطعام وكان هذا دأبه في أكثر أحواله وسئل يوما عن مذهب العجم في شأن الصحابة رضى الله عنهم فقال الجهال يسبون والعلماء يتوقفون ثم توفى بصنعاء في آخر هذا العام الذى قدم فيه وكانت
Página 10