(الأحمدية)
الحادية والثلاثون الأحمدية: يقولون بإمامة أحمد بن موسى الكاظم (١) بعد وفاة أبيه. (٢)
(الاثنا عشرية)
الثانية والثلاثون الاثنا عشرية: وهذه في المتبادرة عند الإطلاق من لفظ الإمامية. وهم قائلون بإمامة علي الرضا (٣) بعد أبيه موسى الكاظم، ثم بإمامة ابنه محمد التقي المعروف بالجواد، (٤) ثم بإمامة ابنه علي النقي المعروف بالهادي، (٥) ثم بإمامة ابنه الحسن العسكري، (٦) ثم بإمامة ابنه محمد المهدي، (٧) معتقدين أنه المهدي المنتظر، ولم يختلفوا في ترتيب الإمامة على هذا الوجه. نعم اختلفوا في وقت غيبة المهدي وعامها وسنه يوم غاب، بل قال بعضهم بموته وأنه سيرجع إلى الدنيا إذ عم الجور وفشا، والعياذ بالله تعالى من الحور بعد الكور. (٨)
وقد ظهرت هذه الفرقة سنة مائتين وخمس وخمسين، وهي قائلة بالبداء (٩) ولذا تراها تنادي بأعلى صوت عند زيارة روضة موسى الكاظم: (١٠) أنت الذي بدا الله فيه، يعنون ما كان بزعمهم من نصب أخيه إسماعيل إماما بعد أبيه وموته من قبل أن ينال الإمامة ونصب أبيه إياه إماما، وكأنهم تبعوا في ذلك البداية وأنهم قالوا بالبداء بمعنى، وقالت البدائية به بمعنى آخر.
(الجعفرية)
الثالثة والثلاثون الجعفرية: يرتبون الإمامة نحو ترتيب الاثني عشرية، بيد أنهم يقولون: إن الإمام بعد الحسن العسكري أخوه جعفر، هـ (١١) وقد اتفقوا على ذلك، واختلفوا في أنه هل ولد ولد للعسكري اسمه محمد أم لا، فقال بعضهم بأنه لم يولد له، وقال آخرون ولد وعاش بعد أبيه لكنه مات صغيرا أو قتله سرا من كان في زمانه من خلفاء بني العباس، وقد علم بذلك عمه جعفر فادعى إرثه فلقبه الاثنا عشرية بالكذاب. (١٢)
هذا ولعل ما سمعت من اختلاف بعض الفرق يجعل كل طائفة من المختلفين فرقة، وبذلك تتم فرق الإمامية تسعا وثلاثين، فليراجع وليتأمل.
_________
(١) أحمد بن موسى بن جعفر الصادق، لم يذكره مؤرخو أهل السنة، قال العاملي: «كان كريما جليلا ورعا، وكان أبوه يحبه ويقدمه ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرة، أعتق ألف مملوك، يقال خرج في عهد المأمون مع بعض أتباعه في شيراز، فقتل وليس له عقب». أعيان الشيعة: ٣/ ١٩٢؛ دائرة المعارف الشيعية العامة: ٢/ ٦٨٠.
(٢) نهج السلامة
(٣) ثامن الأئمة عند الإمامية، ومن أجلاء أهل البيت، كانت علاقته قوية بالخليفة المأمون، فعهد إليه بالخلافة، لكنه توفى في حياة المأمون سنة ٢٠٣هـ. وفيات الأعيان: ٣/ ٢٦٩؛ سير أعلام النبلاء: ٩/ ٣٨٧.
(٤) تاسع الأئمة عند الإمامية، ولد في المدينة وكفله المأمون بعد وفاة والده ثم زوجه ابنته، ومات في بغداد سنة ٢٢٠هـ. معجم الأدباء: ٦/ ٤٨٠؛ البداية والنهاية: ١٠/ ٢٣٨؛ وفيات الأعيان: ٤/ ١٧٥.
(٥) عاشر الأئمة عند الإمامية، استقدمه المتوكل فأسكنه في مدينة سر من رأى، والتي تسمى مدينة العسكر لأن المعتصم بناها وجعل فيها العسكر، وفيها مات أبو الحسن العسكري سنة ٢٥٤هـ. تاريخ بغداد: ١٢/ ٥٦؛ وفيات الأعيان: ٣/ ٢٧٢.
(٦) الإمام الحادي عشر عند الإمامية، ولد بالمدينة سنة ٢٣٢هـ، وانتقل مع أبيه إلى سامراء (مدينة العسكر) فنسب إليها، توفى سنة ٢٦٠هـ. وفيات الأعيان: ٢/ ٤٩؛ شذرات الذهب: ٢/ ١٤١.
(٧) الإمام المنتظر عند الإمامية ويعتقدون أنه حي لم يمت منذ سنة ٢٦٠هـ، رغم أن المؤرخين أثبتوا أن الحسن العسكري مات من غير عقب. وفيات الأعيان: ٤/ ١٧ سير أعلام النبلاء:
(٨) جزء من حديث أخرجه الترمذي والنسائي معناه (من الزيادة بعد النقصان)
(٩) قال الطوسي: «البداء في اللغة هو الظهور ... ويستعمل في العلم بالشيء بعد أن لم يكن حاصلا وكذلك في الظن». عدة الأصول: ٣/ ٢٨. ويعني علم الله بالشي بعد أن كان جاهلا به، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، وقال المرتضى الملقب ب (علم الهدى): «ويمكن أن ينص أنها حقيقة ... لأن البداء إذا كان في اللغة العربية اسما للظهور، وإذا سمينا من ظهر له من المعلومات ما لم يكن ظاهرا، حتى اقتضى ذلك أن يأمر بنفس ما نهى عنه، أو ينهي عن نفس ما أمر به، أنه قد بدا، لم يمتنع أن يسمي الأمر بعد النهي والحظر بعد الإباحة على سبيل التدريج، فإنه بداء له، لأنه ظهر من الأمر ما لم يكن ظاهرا، وبدا ما لم يكن بائنا، بمعنى البداء الذي هو الظهور والبروز حاصل في الأمرين ...». رسائل المرتضى: ١/ ٤١٣. وينظر دائرة المعارف الشيعية: ٦/ ٩٩.
(١٠) يقع في وسط بغداد في جانب الكرخ، ويطوف الشيعة الإمامية حول القبر ويسجدون له ويسألونه الحاجات ....
(١١) وأبو عبد الله جعفر بن علي الهادي بن محمد الجواد، يلقبه الشيعة الإمامية ب (الكذاب) لأنه أخذ ميراث أخيه الحسن بن علي العسكري وأنكر أن يكون له ولد عندما مات بلا عقب، وأهل مكة أدرى بشعابها. ورغم أنهم يعترفون بأنه شريف النسب اتهموه بالفسق والفجور وشرب الخمر كما روى المجلسي في مرآة العقول: ١/ ٤٢٢، ويروون الأحاديث عن النبي ﷺ بكذب دعواه كما في كمال الدين: ص١٨٥، توفى سنة ٢٧١هـ. عمدة الطالب: ص ١٩٩؛ دائرة المعارف الشيعية: ٧/ ١٩٦.
(١٢) اعتقادات فرق المسلمين: ص ٥٥؛ التبصير في الدين: ص ٧٧.
1 / 21