إن الواقف على مجمل تاريخ هذه الفرقة الإسلامية وعلى ما بينها وبين الأشعرية من الخلاف المبين أهمه هنا ، قد يدفعه حب الاطلاع فيشتاق إلى معرفة ما هي معاملة الدولة الأباضية لرعاياها الإسلاميين المخالفين لها في المعتقد . وللقيام بهذا نورد له ما يأتي ليكون على بينة مما عليه الأباضيون في حكم الشعوب وسياسة الأمم التي تحت لوائهم . وذلك نقلا عن أحد أئمتهم الفحول العلامة أبي يعقوب يوسف بن إبراهيم الورجلاني صاحب التصانيف المعتبرة في المعقول والمنقول المتوفى سنة 570 ه ( سنة 1174 م ) ، ومن أعظم مؤلفاته قدرا وجلالة " الدليل والبرهان " الذي ننقل منه ما نصه :
باب ما ينبغي لأمير المؤمنين أن يفعله مع مخالفي الأباضية من المسلمين :
Página 84