299

Resumen de las Características de la Élite

مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى

Géneros

Sufismo

قال: مالك بن دينار لرجل من أصحابه: إني لأشتهي رغيفا بلبن رائب. قال: فانطلق فجاء به قال: فجعله على الرغيف. فجعل مالك يقلبه وينظر إليه ثم قال: اشتهيتك منذ أربعين سنة فغلبتك حتى كان اليوم، وتريد أن تغلبني? إليك عني وأبى أن يأكله.

قال مالك بن دينار: منذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم. ولم أكره مذمتهم. قيل: ولم ذاك?

قال: لأن حامدهم مفرط وذامهم مفرط.

قال سلام بن أبي مطيع: دخلنا على مالك بن دينار ليلا وهو في بيت بغير سراج وفي يده رغيف يكدمه. فقلنا له: أبا يحيى ألا سراج? ألا شيء تضع عليه خبزك? فقال: دعوني فوالله إني لنادم على ما مضى.

قال مالك بن دينار: مثل قراء هذا الزمان كمثل رجل نصب فخا ونصب فيه برة فجاء عصفور فقال: ما غيبك في التراب? قال: التواضع. قال: لأي شيء انحنيت? قال: من طول العبادة. قال: فما هذه البرة المنصوبة فيك? قال: أعددتها للصائمين. فقال: نعم الجار أنت. فلما كان عند المغرب دنا العصفور ليأخذها فخنقه الفخ. فقال العصفور: إن كان العباد يخنقون خنقك فلا خير في العباد اليوم.

مر والي البصرة بمالك بن دينار يرفل فصاح به مالك: أقل من مشيتك هذه فهم خدمه به. فقال: دعوه، ما أراك تعرفني. فقال له مالك: ومن أعرف بك مني، أما أولك فنطفة مذرة وأما آخرك فجيفة قذرة، ثم أنت بين ذلك تحمل العذرة. فنكس الوالي رأسه ومشى.

عن مالك بن دينار أنه كان يرى يوم التروية بالبصرة ويوم عرفة بعرفات.

عن مالك بن دينار قال: قدمت من سفر لي فلما صرت بالجسر قام العشار فقال لا يخرجن من السفينة ولا يقوم أحد من مكانه. فأخذت ثوبي فوضعته على عنقي ثم وثبت فإذا أنا على الأرض. فقال لي: ما أخرجك? قلت: ليس معي شيء. قال: اذهب. فقلت في نفسي: هكذا أمر الآخرة.

قال مالك بن دينار: عجبا لمن يعلم أن الموت مصيره والقبر مورده كيف تقر بالدنيا عينه? وكيف يطيب فيها عيشه? قال: ثم يبكي مالك حتى يسقط مغشيا عليه.

Página 303