============================================================

وكذلك (في اشتراك قتل الصبي مع الرجل)، وأيضا في مسألة (رفع اليدين في تكبير الجنازة) سواء كسان ذلك الاختلاف من حيث الاستدلال، أو الحكم، ونحوها كثير في الكتاب: مصادر الكتاب: إن ذكر المؤلف لمصادره التي استقى المادة العلمية منها في الكتابة لمن أهم الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الباحثون والكتاب في تآليفهم وكتاباتهم؛ اذ الاتصاف بهذه الخليقة، يكسب الكاتب والمؤلف إكبارا وإجلالا وتقديرا في نفوس قارثه.

بالاضافة إلى أن المصادر العلمية التي يعتمد عليها - المؤلف - في كتابته تعد من آهم المقاييس في تقدير صحة المعلومات وجودتها مما يجعل القارىء اكثر طمأنينة وقبولا لمحتوى الكتاب. فإذا كانت مصادر الكتاب معتمدة صادقة أو كتبا قيمة نادرة، كان للكتاب وزنه وقيمته العلمية(1)، فإمامنا الطحاوي اعتاد أن يذكر في بعض مسائله، مصادره التي استقى منها معلوماته.

ويذكر البعض الآخر عن طريق الرواية؛ عن الراوي إذ هو الطريق السائد في التأليف آنذاك، ولا يفوتنا بأن مؤلفنا عاش في القرن الثالث الهجري وأوائل الرابع، الذي كسان الغالب عليه الرواية والإسناد في نقل الآراء والأقوال، إذلم تكن الاراء الفقهية قد جمعت في مصنفات مستقلة، ومن شأن مؤلفات ذلك العصر أن تكون شاهدة ومرجعا للاخرين، ومن ثم كان (اختلاف العلماء) مرجعا موثقا لنقل آراء الأئمة من الفقهاء والمحدثين، بل هو المعول عليه في ذلك، إذ ندر وجود غيره كاملا، مما ألف في ذلك العصر وبقي محفوظا إلى يومتا.

(1) انظر: أبو سليمان: كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات الفقهية (جدة: دار الشروق، 1413، ص 70

Página 92