============================================================
المتوفى (370ها، ليحفظه عن الضياع والفقدان الكلي، فاختصره أحسن اختصار، وعقب على بعض أقوال الطحاوي وغيره بالنقد والتعليق العلميين، مع الإبقاء على جمال الأصل وروحه، مما جعل الكتاب اكثر قبولا وإجلالا في قلوب العلماء والباحثين؛ لما توفر له من تعاقب خدمة إمامين جليلين مثل الطحاوى والجصاص؛ إذ لا يمنح التاريخ مثل هذا الحظ الوافر لكتاب من الكتب إلا نادرا.
فلما وقفت على بعض هذا الدر المصون أثناء كتابتي عن فقه الامام الطحاوي (1)، عظم في نفسي غياب هذه الذخيرة الثمينة عن أنظار العلماء الباحثين.
إلأ أنني لم أعثر- بعد البحث والتنقيب - في فهارس مكتبات العالم إلأ على الجزأين الثالث والرابع منه، بحسب ما دون في ببيلوجرافيا المكتبات.
- ولكن إرادة الله عز وجل تابى إلا أن يظهر هذا الكنز الثمين الدفين كاملا، ويرى النور بثوب سابغ جميل؛ فعثرت على الجزء الذي اعتبر مفقودا (الجزء الأول والثاني) من غير استشراف نفس ولا ترقب، وذلك حينما طلبت تصوير الجزء المدون في فهرسة المكتبة السليمانية: باسطنبول (الرابع) فقط بحسب ما وضح في فهارس المكتبات، فقدم لي الكتاب مصورا (بأجزائه الأول الثاني * الرابع) فإذا أضفنا إليها الجزء الثالث الموجود بدار الكتب المصرية اصبح الكتاب كاملا.
ولا تسأل أيها القارىء الكريم كم كانت فرحتي وسروري واغتباطي بالعثور على هذا الكنز الدفين الذي كانت تتشوف لرؤيته نفوس العلماء.
فبدأت العمل في نسخ الكتاب بجد وشوق عظيمين، وبمجرد انتهائي (1) رسالة دكتوراه (للمحقق) بعنوان (الإمام أبو جعفر الطحاوي فسيها، بكلية الشريعة، جامعة أم القري، مكة المكرمة، عام 1408ه.
Página 10