Resumen de la exaltación para el Alto que perdona
مختصر العلو للعلي الغفار
Investigador
محمد ناصر الدين الألباني
Editorial
المكتب الإسلامي
Número de edición
الطبعة الثانية ١٤١٢هـ
Año de publicación
١٩٩١م.
Géneros
الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ﴾ وقوله: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ .
وقد أمرنا نبينا ﷺ أن نقول إذا سجدنا: "سبحان ربي الأعلى" وقال تعالى في وصف الشهداء: ﴿بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ وقالت امرأة فرعون: ﴿رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ﴾ .
٧١- أخرجه أحمد "٢/ ٤٣٥-٤٣٦" والشيخان وغيرهما.
٧٢- قلت: تأمل هذه الكلمة، فإنها من الحق الذي حمل الجهل به الجماهير على جحد ما دلت عليه هذه الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة من علوه تعالى على عرشه، وعلى الطعن بالسلفيين المؤمنين به، زاعمين أن السلفيين بإيمانهم هذا جعلوا لله ﷿ مكانا فوق العرش، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا، فهذا هو المؤلف، وهو من كبار أئمتهم يصرح بتنزيهه تعالى عن الحلول في الأمكنة كلها. وما يحمل أولئك الجماهير على ذلك إلا توهمهم، أن الإيمان بعلوه ﷿ على خلقه، يستلزم أن يكون حالا في مكان، قالوا: وهذا باطل، وما لزم منه باطل فهو باطل، وجهلوا أو تجاهلوا أن المكان أمر وجودي، وأنه ليس فوق العرش وجود حادث، وبالتالي فليس ثمة مكان إطلاقا، فالله ﵎ فوق عرشه، وليس في مكان أصلا.
ومن العجيب أن هؤلاء الذين لم يؤمنوا بعد بعلوه ﷿ على عرشه فرارا من الإيمان بالمكان المزعوم، قد وقعوا على أم رأسهم في الإيمان بأن الله في الأمكنة حقيقة، وذلك بقولهم: الله موجود في كل مكان. أو الله موجود في كل الوجود! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وأعجب من ذلك أن بعضهم تنبه لما في هذا القول من تشبيه الله ﷿ بمخلوقاته الحالة في الأمكنة، فأرادوا تنزيهه عن ذلك فوقعوا فيما هو شر منه ألا وهو التعطيل المطلق المستلزم نفي وجود تعالى أصلا! فقالوا:
"الله ليس فوق، ولا تحت، ولا يمين، ولا يسار، ولا أمام، ولا خلف، لا داخل العالم، ولا خارجه، لا متصلا به، ولا منفصلا عنه"!
ولقد سمعت هذا أكثر من مرة، على المنبر يوم الجمعة من بعض الخطباء الذين يظن بهم الناس العلم والصلاح! فإنا لله وإنا إليه راجعون على غربة الدين وجهل الخاصة بهم فضلا عن العامة، وإني لأحلف بالله تعالى لو قيل لأبلغ الناس وأفصحهم: صف لنا العدم، ما استطاع أن يصفه بأكثر من هذا الذي يصفون به معبودهم، ولقد أجاد من قال من أئمة السلف -ولعله الإمام ابن القيم ﵀: "المشبه يعبد صنما، والمعطل يعبد عدما".
1 / 122