Resumen de las Maravillas del Mundo

Ibn Wasif Shah d. 596 AH
41

Resumen de las Maravillas del Mundo

مختصر عجائب الدنيا

شديدا لما شاهد نوح عليه السلام فلما سكن ما عنده قال له : أين الماء الذي تسير فيه يا نوح؟

قال : الآن تراه يأتيك من مكانك هذا. وفي الخبر : أن ماء الطوفان كان حارا محرقا ، فقال الملك لنوح عليه السلام : انزل من هذه السفينة أنت ومن معك وإلا أحرقتكم. فغضب نبي الله وقال له : ويلك ما أشد اغترارك بالله تعالى ، ارجع إلى الله وإلا العذاب بين / يديك. فغاظه وأمر من معه أن يرموا السفينة بالنار ففعلوا فرجعت النار عليهم.

** خبر الطوفان :

فلما وصلتهم النار أحرقت منهم جمعا كثيرا ، فاشتد خوف ملكهم ، وزاد رعبه ، وضاق به الرحب ، وعلم أنه هالك فيمن هلك ، وأتاه آت ، وقال له : بينما يشحر في تنور لها (1) نبع الماء من تحته ، فاطلب النجاة لنفسك ، فقال : وما مقدار ما نبع من تحت تنورها؟.

فقال له نوح عليه السلام : ويلك ، هذه علامة السخط ، وبهذا أخبرني ربي ، وآية ذلك : أن الأرض تتخلخل جميعها ويأتي الماء منها وستراه الآن ينبع من تحت قوائم فرسك. فحول فرسه من مكانها ، فرأى الماء ، فعدل بها إلى مكان آخر فرآه قد زاد وتكاثر ، فنكص على عقبه لينجو بنفسه وأهله وينتقل إلى الحصون التي عملها على رؤوس الجبال ، وهو في الطريق إذ الأرض قد تخلخلت ونبع الماء فساخت أرجل الدواب فترجلوا عنها. وقد تفتحت أبواب السماء بالماء ( وحيل بينهم وبين ما يشتهون ) [سبأ : 54] وصار بعضهم يصادم بعضا فيقع على وجهه وهم لا يدرون أين يتوجهون ، وصارت المرأة تحمل ولدها على كتفها فإذا ألجأها الماء طرحته عنها ، وكان ابن نوح من درمسيل فناداه : ( يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ) [هود : 42] فأبى كما أخبر الله عنه ، وقد بلغ الماء رؤوس الجبال وعلي عليها أربعون ذراعا ، فأهلك الله الملك وأهله وعسكره ، وهلك بأمر رب نوح جميع من في الأرض ولم يسلم سوى السفينة وما فيها.

وقيل : إنها بقيت على الماء ستة أشهر وسارت شرقا وغربا وطافت مكان الكعبة وكان معهم خرزة يعرفون بها الليل والنهار ، إذا كان وقت الليل أضاءت ، فإذا جاء وقت النهار (2) خمدت ، ويعرفون بها مواقيت الصلاة ، وفي التوراة : أن الله تعالى آلى على

Página 50